تواصل معي facebook

الارشيف

احصائيات

المتابعون

PostHeaderIcon مشاهد قتل سامية...!






هل يحق لك سلب روح الانسان؟
نظرة موضوعية 
تقرأ باقل من ثلاث دقائق ونصف ...!

نثور كالبحر حتى نقتل ...!


تركضُ عقارب الساعة متسارعةً مهرولةً تدور حول نفسها تلاحق الدقائق ثم الثواني ليعلن عن كشف الستار عن فجر جديد وزمن حديث تتصدره العبارات المزيفة والكلمات المدبلجة التي تكاد ان تكون صاخبة ورنانة لأشخاص ألهموا القيادة والسيادة لمشاهد ومصائب تدعى: ((مشاهد قتل سامية)).


في أيامنا هذه بدأ العالم الخارجي بفتح مضافته ومصراع بابه العظيم امام نظرية العولمة والحداثة التكنولوجية التي باتت تمثل اجتياح غريب من نوعه للفكر والفكرة والعقل على غرار سلس ونجيب يوجه الافراد في المجتمع الى أعمال وتصرفات حديثة ومغايرة عن الواقع الاصلي للشعوب والأساس القديم للاخلاق الحميدة.

فيصيرُ هؤلاء المتأثرون بهذا الاجتياح مثل قطرات الماء التي تنزل ببطء شديد على رأس احد المعتقلين الصينين فتفقده صوابه بعد ايام فيصبح الصيني مصاب، واول الاصابات التي تصيب العقل عندنا هي اصابة الذوبان في الآخر وتزيّنه وتجمّيله لأن يصير سيدة حسناء تضاهي أناقتها وجمالها الرخام وسط الوشيعة المذهلة بوردها والطبيعة الخضراء الصاخبة التي تحيطها من كل جانب.

اصابة العقل هذه بدأت تصدر لنا تراجم جديدة من التصرفات تدعى:((مشاهد قتل سامية))، وهي طرق التعامل الحديثة التي يمر بها الناس الضالون في قتلهم لاوصال الترابط بينهم وتفويضهم لقوة الجبروت والقهر بدعوى الكبرياء والدفاع عن الكرامة فباتت العبارة المأثورة: ((اقتلْ، اثأرْ، وارمي بالرصاص حتى تردى قتيلاً)).

هذه الاصابة الاجرامية في العقل العربي الحديث هي المعضلة الجديدة التي يواجهها المجتمع والذي نجح في تضليله ولثمه عن الواقع الحقيقي الغزو الفكري في نظريات العولمة والحداثة الجديدة، وهي الوسائل التي فهم موجهوها العقلية الكيميائية للعربي الذي يتميز بصفة (( الدم الحر)) والوقود الذي يشتعل بنار رعناء سرعان ما تطفء وتذوي مشاعلها ولكنها نار باتت تشتعل في مشاهد القتل الجديدة التي يعايشها الناس فصارت الكرامة والكبرياء في الدفاع عن حقوق العائلة او عن جماعة :(( المافيا)) والتي هي القائد لشراع السفينة التي تحصد مثل القصف البحري ارواح البشر وتفكك المجتمع بصورة لئيمة ومجنونة في آن واحد.

هذه القرأة في استبانة الداء والعقم في رحم الأمة العربية تدل على سبيل حديثة في تفكك الترابط ومعاني الاخاء والمودة وموت وصايا النور المبين وتعاليم القران الكريم من داخل شخصية الفرد المسلم، حتى ان الحق وقول الحق استشهد واستشهد ذويه معه، فبات اليوم جيل جديد من المستعربون والمنتحلون لهيئة اهل الخير والصلاح فهم يقودون مسيرة الخير بدعواهم رغم الحجاب العظيم الذي يحجبهم عن واقع الخير وعن الاخلاص في التغير وتنمية المجتمع الى ما هو خير له واصلاح ذات البين، في أوساط المتحاربون الجدد في ساحاتنا العربية.

ان هذه الحقائق الجديدة التي تؤول بالناس الى ممارسة طريق جديدة بدعوى العائلية والكبرياء اساسها في تفكك وتشرذم المجتمع عن سبيل العبادة والطاعة وظهور عالمية جديدة في اوساط التكنلوجيا على مختلف وسائلها على غرار السينما، التي تنمي بذرة العنف داخل الارواح وتبعث فيهم وسائل جديدة لتعلم طرائق للاغتيال المنظم، فبعد جهد كبير من الاعوام في عرض مستمر لهذه الافلام دخلت الممارسات العنيفة في عقلية الشاب العربي وصارت طريقة جديدة لكسب الرزق، او لعرض العضلات والغطرسة على الاخرين، او لحل المشاكل بقول ماثور : (( اذا وقفت امامي ، بنزلك)).

ابناء الجلدة الواحدة باتو شرذمة من القماش البالية تذوي امام النيران المتصاعدة فيها من كل حدب وصوب، فنحن نشكو هشاشة في عمودنا الفقري الا وهو ديننا الاسلامي ونهضتنا الدعوية، هذه الهشاشة حوّلت الارواح الملاحقة لمطامع الدنيا الى حيوانات تتصرف بعنجهية حيوانية ويحكمها قانون جديد يدعى:((قانون الغاب)) ففيه يقتل القوي الضعيف ويسلب حقه في الحياة مبتعدا عن السمو في وجودية الانسان وارتقاء العقل الانساني والروح الانسانية الى مكارم الاخلاق المحمودة ونزاهة العقل عن فكرة القتل اللئيمة في الاحتساب عند رب العباد والتخلي عن طريق التواجه الجديدة البعيدة عن لغة الحوار والتفاهم المعهودة بين ابناء البشر.

باتت هذه الافكار الحديثة الموجهة في الغزو الفكري لغة حديثة بين الصغار قبل الكبار وطريقة لتوجيه الاهتمامات نحو قيادة السيارات بدون رخصة او تحديث السيارة لتكون سيارة فتّاكة وحديثة تقتل صاحبها بخطف البصر، او لعبهم باسلحة مصغرة يقلدون بها الواقع بصورة غريبة فيلبسون اللثام على وجوههم ويقومون بالاختباء مثل الخفافيش فيرمون برصاص وهمي انفسهم لينتصر الولد الاقوى بينهم وفي نظرهم.

هذه الفكرة يعززها لدى ابنائنا التلفاز والانترنت ووسائل الاعلام بشكل عام فالسينما مثلا تطرح امامنا الكثير من مشاهد العنف بصورة تروق لنا نحبها ونستهلم منها اشارات تدخل العقل الباطن وتخاطب اللاوعي بصورة فريدة من نوعها، لتوجه العقل بواسطة مؤثرات صوتية او موسيقية تسمعها الاذن او مؤثرات بصرية تشاهدها العين وخدع جميلة الى مشاهد العنف التي تنطبق على التصرفات اليومية، فينطلق العقل الباطن ليبعث دوافع داخل الصغار والكبار لينقادوا لتصرفات عجيبة تاخذهم الى مساحات ضالة ومجنونة في حال وقوع النزاع او الخلاف بينهم فيصير النزاع استثارة لنعرات القبلية الجاهلية او لنعرات السيطرة والقوة وطلب الثأر متناسين دين التسامح والاخاء ولغة الحوار والعفو وكظم الغيظ.

هذه القيم الحميدة تمثل لجام الدين الاسلامي لتصرفات البشر الحيوانية ولانصياعهم وراء السفور والاسفاف في تخريبهم لارض الله وانصياعهم لما تملي عليه غرائزهم فصارت كتابتي هذه ثقافة جديدة في قرأة الوضع لدى المثقف العصري وسط كومة من النفايات المسمية مجتمع السيطرة :"مافيا"، والتي باتت تسيطر كحركات جديدة على الشباب الذين رماهم الزمن الى الضياع والهلاك والخراب.

ان هذه القضية تطرح تسؤلات كثيرة وحيرة كبيرة في مصطلحات حديثة يتداولها الشباب كمثل ان يقول: (( انا لا افتح عن فلان))، وهذا التعبير انه لا يفشي السر الاجرامي او التخريبي، هذه الطريق الجديدة العصرية التي انستنا القضايا الرئيسية لنا كامة وشعب باتت تمثل مأساة تراجيدية تعلن عن انتصار مشاهد القتل السامية واحداث شرخ وجرح عميق في داخل المجتمع وابناء الأم الواحدة.

ونحن اذ نطرح هذه القضية بصورتها الحقيقية نصير اشباحاً تُحدثُ ظلاما يجب ان ترمى بالرصاص لان الضمير الحي يأبى الا قول كلمة الحق وعدم التفريط في خيرية الامة التي بلغنا الله اياها بالاية الكريمة:((كنتم خير امة اخرجت لناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)).

فكيف يسمحُ الانسان لنفسه بالاستسلام لهذا الغزو المجنون؟
وكيف نسمي انفسنا عقلاء ونحنُ عقلاء منقادون الى مجانين؟
وهل يعقل ان يسكت القلم عن ما سكت عنه العقل؟
لا أظن!...

.

0 من التعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

اخر التعليقات

متابعين حول العالم