تواصل معي facebook

الارشيف

احصائيات

المتابعون

PostHeaderIcon مناجاةِ الورقةِ البيضاء





أناجي الأوراقَ فتناجيني وهل تناجى الأوراقُ بملاينِ، فيذبلَ الحطامُ في ديدنِ الدينِ، وديدنُ السلام يذوي بالمحبينِ، رفاتُ الوضوحِ في العمرِ الحزينِ، وسناءُ القمرِ في بحرِ السنينِ، رحلة الخفرِ في حنجرة المُعَذبينِ فعذابُ القلب ِ خفوقُ شرايني، نزهةٌ أولى الى حوضِ الصندلِ كنزهةٍ أخرى في رحلة التائهينِ، ملاذ الرجالِ حضنُ الحنينِ، وعطرُ النساءِ بلسمُ التكوينِ، جنونُ العقلاء غيابُ الأمينِ وغيابُ العقلِ في المجانينِ.. رحلةٌ أولى مع السجعِ والمجاز ِ والايقاع كانت حينما رفضتُ أن اتعاركَ مع الأنا في خصامنا الدائم وجدالنا حول مساماتِ الجلدِ الهرئ من الجَلدِ والضربِ، والعويلُ الدامِ الذي يحومُ في صدى الصوتِ بقوة وغزارة فيبقى للقلبِ ساعةً واحدة قبل الوقوع في شباكِ الموتِ، قبل ولادةِ التأوهاتِ الحزينةِ في غمارِ اللوحة التشكيلية التي تخاطبُ عيني أمرأة في خلاصها من العرفِ والتقليدِ ...

أيا امرأة على جبهتها رّسمتُ اعترافي بالحبِ وعلى محياها نقشتُ الرقائقَ العامرية في شظايا الغزلِ العذري، ومن لهيبِ النظرِ المحدقِ لحُسنها طرحتُ اسطورةَ الفكرِ عند اول الفلاسفةِ والمدّعينَ أمام الشمس بانهم الخلاصُ لهذه الدنيا... فلستُ أدري من أين حللتِ عليا بلطفكِ الدامسِ عتوماً ليلياً، ولفظكِ الرقيق في خفاتِ الصوتِ الحميمِ بكلماتِ الغرام الموهوبِ بالفطرة لكنّ يا معشر النساء!

هبهباتُ النسيم في ليلةٍ قمرية طأطأ بها البدرُ رأسه متعجباً من الذاتِ البشرية في عنادها أمام الصمتِ فهي تصمتُ للفنِ العجيب، وتصمتُ للهتافاتِ في وقع الخطب من بوحِ الخطيب، وتتراسلُ مع الذبذباتِ المرجانية في حوضِ المرجانِ الاستوائي المعطرِ بكومةٍ من الخزامى والزعتر... رقيقُ الكلامِ يشبهُ الموسيقى في دلالها لامرأة فالحروفُ تتلاعبُ بها كالطفلةِ في ريعانِ العمرِ وتزدهرُ بها وردةً وحيدة لا هي لا سواها تطربُ على وقعها وعلى دقاتها وتفانينُ الوترِ في مراقصةِ الخصرِ والنوتةُ التي تئن كصوت سنديانةٍ عتيقة في مناداتها على نهرِ القداسة والشغف..

تُرسَمُ المراة في لوحةٍ خزفية بدقةِ التفصيلِ المملِ فيعطى اعتبارٌ لا بأس بهِ لنهدنيها في ابرازهما في المقدمةِ مرفوعانِ بغرورٍ وكبرياء، فيُهتمُ بالعينينِ اللآتي تصهلُ كالخيلِ في لقاء التزاوجِ تكون في حالةِ الفراشِ مع الطبيعة والورد، فيخططُ الرخامُ في عنقها تخطيطاً دقيقاً يفصلُ انحدار العنقِ الجميلِ وانعطافِ الذقنِ الرحيم الدريّ في تجمله واتزانه، يهمسُ الفنانُ في لوحةِ الخزفِ للزهرِ فيعانقُ جسدها عناق الحميمِ للحميم، فينحتُ تاجاً من جواهر مرصعة بالماسِ يظهر على خارطةِ اللوحة مرتاحاً على فروةِ رأسها الجميلة، والشعرُ منهملٌ على الأكتافِ متناثرٌ مع النسيم ِ تغطي بقعةٌ من الخصالِ الوجه وأخرى تطيرُ محلقةً الى السماء...

حوارُ الشاعرِ للقمر ِ يشبه أنينهُ في حضنِ امرأة وبكائهِ بين ذراعيها آسفاً على كل لحظةٍ أضاعها بعيدا عنها في وصفه، وانصافه، واعتداله أمام الجمال الكونيّ والعنان في قمته السماوية، خطابُ الشاعرِ مع المرأة خطابٌ من نوع ٍآخر هو همسه بالرومانطيقية أمام الجمال واصفاً ايها كنايةً وتشبيها عن الطبيعةِ الخضراء في تكوينها والوردية في سرها ومستودعِ محاورتها للأنام... هو لفظُ المثنى في التأنيثِ واستمالةِ الأحمرِ بتكآئهِ على الوردي في لوحةٍ مائية، هو السنونو الذي يلهبُ الطبيعة بموسيقاه والحسونُ المتشيعِ بالألوان والترانيمِ الحزينة في توديعِ خليلته وموتهِ حباً وعشقاً ، هو ذوبانُ الجسدِ في لقائهِ مع الجسدِ العذروي...!

طريقةٌ اخرى تلعبُ بها الأناملُ في ملاعبِ الورقِ الأبيض لاهيةً بمحبي الكلمات، آخذةً اياهم الى مسرحٍ آخر يشاهدونَ فيه المشاهد الدرامية في رحيق عقولهم واذهانهم وتصوريهم الذاتي للجمالِ وقداسته، طريقةُ مثلى للامتزاجِ في طلاءِ الفنانِ أمامَ قطعةٍ من القماشِ التي تلاطمَ عليها الزيتُ والباستيلُ فجعلها لوحةً متقنة تعبر عن فضاءِ المفردات الواسع وجمال القداسة في الجمال.. 


.

PostHeaderIcon خُفات القمر







هناكَ بينَ المرجانِ واللوزِ رأيتكِ وردةً واحدة تصمدُ في وجه ِ الشمسِ وتغني لحنها العتيقِ، وتمطرُ من عطرها العبقَ والرحيق، وتنثرُ في المجاز ِ ترانيمها، تفانينها، وملاحم الاغريق التي ثارت بها الشعوب من اجل ثغور النساء وجمال النساء ولطف النساء... هناكَ في حوض ِ الخزامى تدللتِ على الماء ِ والندى يلاعبكِ والسهرُ على خفات ضوءِ القمرِ يهمسُ لك من وحي الشعراء قصائداً غزلية، ويدندن لك من حقول الياسمينِ والوردِ والنمير الذي سار على التراب على شكل ادميّ ينشدُ لك محبتي واهتمامي بلونكِ، ورسمكِ وعزفك ِ على نغم الأنوثةِ والجمال ِ... حبيبتي لا تذهبي من ورقتي وابقي فيها سيدة في عيوني المصلية للسماءِ، وابقي كما أنتِ السنبلةَ الصفراء التي تتمايلُ مع النسيم ِ وترسمُ حكايةَ الحبِ على دفاتري...


هناكَ رسمت بريشة الفنانِ المحترفِ حروفاً كثيرة في لوحتي المائية، مسكتُ الطلاءَ الاحمر موجتهُ مع الزيتِ ورسمت شفاهكِ القمرزية بدقة وحنان، من ثم اخذت الريشةَ فغمستها بالماء ونظفت عنها الطلاء بورد الزعفران كي لا يضرك الوردُ في لوحتي بل يفيض بك الجمال فيها كغير المعتاد، وضعت الصبغ الأبيضَ مزجته بالقليل ِ من التركواز ورسمت وجنتيكِ كما اشتهيها خجلةً مثل الجمرة حال الاشتعال، وابدعتُ في فني حينما نقشت على منديلك السكري اسمي ودونت عليه عرار النسمات... لذيذ الكلمات، وزدت في تصويري فهمست للوحة بان تحيا من داخل القماشِ والألوان المترامية عليها فظهرتِ امامي على صورتك الصافية تلبسين الحياء ثوباً ،في عينيكِ مشاعرُ الأمانِ ويديكِ رسالةُ المحبين الى احبائهم...


هناكَ في رحلتي الأولى مع الليلِ وانا اجر بقدمي وحيداً مع الهواءِ والقمرِ الذي اكتمل متأرجحا في السماءِ فهو يسمعُ أنين الشعراء ولوعتهم واحتراقهم في الأوراقِ البيضاء فلا يعرفون لما لا يفهمهم احدٌ سوى اوراقهم لما يبرحونَ في وصف النساءِ فيجيدون الغزلَ والرسم بالكلماتِ ولكن النساء لا تفهم ان قلب الشاعرِ أحاسيسٌ سمائية وهبها الله له والهمه الجنون والفوض في الحواس وهبه الله التحليق مثل الطيرِ الحزينِ مع الشفقِ راحلاً،مع الغروب عائداً، عن نفسه تائهاً فهو لا يدري من أين نزل على الأرض، كيفَ حل الشتاء بسكونه والمطرُ يبللُ أوراق الصفصافِ لم يعرف الشعراء لما يرحلون عن ذاتهم في شطحة الهذيانِ لما مكتوب عليهم الموتُ برصاصةِ الوداع لما يموتون في لحظة الفرح والانتصار لما يقتل الشعراء على بساط المجدِ شهداء فيموت الاحساس من الدنيا ولا يرجع الا في مولد الشعراء...

.

PostHeaderIcon عصفورُ المجدِ




بحورُ الشعرِ راقصةٌ
على بابِ سلطانِ


يقولُ العلمُ للولدِ
سنينُ الدهرِ أفنانِ


نشيدُ الطير للولدِ
لوذُ الأدبِ برهانِ


يغني للفن والنغمِ
لحنُ الفن ولهانِ


ريحُ الصبا هبّابةٌ
تسوقُ دمعِ لذرفانِ


خيلُ الأعادي لمّاحةٌ
تنعى ركوبَ فرسانِ


مَعينُ الدمعِ يا ولدي
يبددُ ظلمَ سجانِ


فمن يحنّ بعطفهِ
على سربِ يُتمانِ


رحمَ اللهُ الطفولةَ
حياةُ الطفل سلوانِ


رحمَ اللهُ المشيبَ
ذي العقلِ موزون ِ


يغني عصفورٌ للفنِ
أفق أفق من غثيانِ

دموعُ العين على زمنٍ
صار الرديء سلطانِ


وقلبُ النسا ملتاعٌ
في رقصٍ وهذيانِ


وزندُ الرجالِ مكفوفٌ
عن العملِ سرحانِ


فيا بني قوم ِ وامي
بحورُ الشعرِ أوزان ِ


وعقل الحكيم قوله
طمسُ القولِ أعيانِ


بحورُ الشعرِ لاهيةٌ
على رقصِ غلمانِ


بالجدِ والكدِ تصحو
بعد السباتِ أوطان ِ 

.

PostHeaderIcon بنتُ الســـلطانِ






سيــدتي،
أعذري قلمــــي وتلاحيــــــنِ
وأنسي وجعي وأنيــــــــنــــــــــي
واقبلي شعـــــــري وشجوني


سيـــــدتي،
أنتِ خارطةُ الحــــــبِ
أنتِ تفانيـــــــــني،
أنتِ رسالةُ اليــــــمامِ
الى سلاطيــــــــنِ


سيـــــدتي،
أعذري ناري وبراكيـــــني
والمطرُ الداكنُ زخــــــات... زخــــــات،
يُعلنُ موتي في تلاويـــــن ِ


الأحمرُ،
لونُ شفاهكِ لونُ المحبيــــن ِ
لونُ الدمِ في استشهادِ عناويــــــنِ
لونُ الشفاهِ في قُبلِ وحنيــــــــــــــن ِ


أخضرُ،
ثوبكِ حديقةُ ترانيــــــمي
ويديكِ اللذيذة تُداويـــــني
من ألمي من موتي تُحيني،


موسيقى عينيــــكِ،
تطربني تسحرني تُغريــــــني،
ودلالُ محياك ِ يّسكُبني
في الأرض ِ ويمحونــــــي


حبيــــــبتي،
أجرئُ اليومَ أن أناديــــــكِ حبيبتيـــــــــــ،
فأنا عبدٌ منسياً وأنتِ بنت سلاطيـــــــــن ِ

سيدتي،
أعذري دمائي اعذري مجانيـــــــــنِ
فمن يرىَ قدَكِ يثورُ، يثورُ
بعد اتزانِ الموازيــــــــنِ
ومَن تحني عليهِ برفق ٍ
يصيرُ أولَ العائشيـــــــن

على صدى صوتكِ يحيا
ملكُ الطيرِ يغردُ فنونـــــي
على هدى مشيكِ لحنُ
القانــــــــــونِ يُشــــــجيـــــــــــــني


على وقعِ كلمةِ أحبكِ
أطيرُ، أطيرُ، وأقعْ
بعد التحليـــــقِ تضميــــــني
فاذوبُ في روعِ شفاهك ِ
فهلا عمري تقبليــــــنــــــي


بــــــــنتُ الســـــــــــــلطانِ


أنا لا أصلحُ للمــــــوتِ
شهيداً في وسط العاشقيـــــنِ
انا لا أعرفُ السكنَ
في قصرِ العاجِ والنياشيــــــنِ
أنا لا أنا لا أنــــــــتِ
ميتٌ بعدَ عمري وسنيـــــنِ
أنا عرارٌ حزينٌ حزيــــــــــنِ
قلبه يبكي من جرحٍ
جرحتيــــــــني

قلمه يمطر الكلماتْ
على مرآى السامعيــــنِ
ونغمهُ لحنٌ في نايٍّ
وجمالُ سحرِ المتلوّعينِ

عرارٌ أنا سيــــــــــدتي
وردةٌ آخرى في دواويــــــنِ

فهلا نزلتِ من قصركِ
ليلاً اليا تضميــــــني
ضمةَ الوداعِ تترى
ضمةَ الشوقِ ضميــــــني


مختلسةً قبلةً أخيرة،
بعيداً عن عيونِ الملك
قبليـــــــني
ولمسةٌ من حريرِ يديك ِ
على كفي تذوبُ رياحيــــنِ
فتحسسينِ وحسيـــــني
وأنشطري في فمي
كزهر الليمونِ
واذبلي في حضني
كوردٍ وزيتونِ
وانعصري في روحــــــي
كروحِ الكمونِ


وابقي ساكنةً ودّعيني
وداعاً وداعا ًيا عيوني
وداعاً وداعاً
يا عيوني.....


.

PostHeaderIcon العروس






في مغيبِ الشمسِ واشتعال خيوطها فرحةً، تراقصُ الربيعَ بانغام ِ القيثار ِ ورحيلِ الفراشِ مع النسيمِ في شهر ايار،دغدغة الوترِ لصناجةِ القلوبِ والبسمة تشرقُ على الوجه تسابحياً سمائية، هناك، هناك...!

وقفت لها والكل يحيطونَ جمالها بالتحيات، والعالمُ يزفها في اعذب الكلماتِ، والانغام تتعالى الى العلاء وتدور معها الطيورُ تدور في الحقولِ وتغردُ في صلاتها تغردُ منشدةً : ليبارك الله خطاك ِ ايتها العروس، لينعم حيائكِ ودلالكِ، وينير القمر في عرسك الفرَح َ والسرور.

ناخَ القمرُ في موقعه التليد ِ في كبد السماء والليلُ حط على المكانِ مع اشتعال ِ شموعِ الزهو والسعادةِ والغمرات اللذيذة، هناكَ، هناك َ... ! كانت بثوبها الابيض المرتاح عليها وغناءُ النساء ِ يسطر الامنياتِ والاحلام الوردية، وجهها كان مثل الفجر ِ بعد الصلاة ِ والخجل الفائضِ على محياها مختلطاً بالغبطة ِ منتشي بهِ وهو واقفٌ بجانبها، تلك العروس البيضاء كانت اشبه بالرخامِ وسط وشائع البلسم ِ مثل وردة ِ زنبقٍ خلتها تنعطفُ بمد بصرها خجلاً، فهي سابقة ُ الحنانِ ثلجية الجمال ِ .

وانا! أنا... وقفتُ هناك َ بعيدا ً على مقربة ٍ من النهر المقدس ِ امسحُ دموعي وانا بين كآبتي وانكساري ووداعي للأمل ِ من ورقة ِ المفرادت، وقفت انظر على سربٍ من الاوزِ يرفرفُ بجناحيهِ وبين الاوزِ كانت هنالك اوزرةٌ عنقها الطويل صلاةُ التائهين والمعذبينَ بالعشق ِ، ومنقارها الأصفرُ المعقوفُ مجنناتُ الملتاعينَ بالحبِ على عيونها السوداء خطان مثل كحلِ الراقصة الأندلسية وهي تثورُ على صدى الموسيقى الشرقية على وقع عودٍ مشتعلٍ في الأمسيات.

تفاعلتُ مع الأوزة التي كانت شبيهة للعروسِ التي رقصت فرحة والقلب يطربُ له ، يغني باسمه ترقصُ في ليلةِ زفافها ومعها سربيةٌ من اليمام تغني وتغني : هللي يا حبيبتي فعينيكِ صلاة انشدي يا جميلتي حان يوم الفرحات وارقصي على الوترِ كليلٍ في العتماتِ ...

وهي ترقصُ ماسكةً يديه ناظرةً اليهِ متسائلةً عن لحظاتهم السعيدة مبحرةً في جنات ِ الأمومة الموعودةُ مصليةً بان يبارك َ الله التحام القلوب ويعطرَ الحياة بالحب ِ والفرح، هي أمنياتُ كل عروسٍ في ليلة الفرح هي أغاني الاناثِ في رحلة العمرِ فالعمرُ ايامٌ نعيشها بلطفِ نسهبُ في محبتنا وألفنا ونغردُ مثل العصافير في غزلها وننظر الى انفسنا كما ينظر زهرُ النرجس الى نفسه في الماء، نقف مصلين لله كما يصلي عبادُ الشمس ِ لأمه الشمس ونترك اثراً مثل النحلة المحلقة بين احضان ِ القرنفل هي حياتنا التي نحلمُ بها، وندعو الله سنين طوال بان يعلمنا معنى الحبِ والاعتدال، معنى رسم البسمة على الوجوه ِ واعلان الجمال بالحلال، فان الله: جميلٌ يحبُ الجمال...


.

PostHeaderIcon الموتُ على التراب ِ







كلماتٌ تسرحُ في الكلماتِ
وعطرُ الحزينِ عطرُ الممات ِ
ثوب الشيء الجميلِ
اختلافُ الجهاتِ
ارتماء ِ العينِ على النظر ِ
رحيل الحرية عن التراب ِ
بقاءُ العذاب ِ صراخُ العتابِ

كلمات تغادر الكلماتِ
والوردُ واللوز والفتات ِ
يتناثرُ مهشماً في عينيك ِ
فلسطينُ غائبةٌ ملتاعةُ
العبرات،

اغيبُ يا حبيبتي،
انجلي واذوي مع النار ِ
وجرحي بلسماً في الأناتِ
انت أرضٌ عشبها الحبُ
أنتِ همسةُ الامِ في
السبات،
أنت زهرةُ الربيع ِ
أنت الحياة،

حبيبتي،
عينيك ِ ليلٌ دامس
واليد بالحرير ارتقت
فكيف يا حبيبتي بالدماءِ
جعلوها سلام
عَلمك يرفرفُ فضاءاً
هواك ِ يربضُ بين المخبات
أريجكِ الكلمات يا مدللتي
سراحكِ المهبات
وعاطفةُ ابنائك تترى
فهم يحبونَ الموتَ
على الترابْ
يحبون العيشَ
في الغياب

يحبون الشيء او المكان
والا شيء والنسيان،
يحبونَ الموسيقى والجنونَ
في عينيكِ سجونٌ
في رحيلك شجون
في وداعك ظنون
واحلام العودة وردية
فهل تعودي يا حبيبتي
هل تعودي اليا
تقبليني عند النهوض
ترسمي من شفاهك الوعود
وتمطري علي في الصباح
عبق البيلسان

هل تعودي يا حبيبتي
بعد الشرود،
بعد الرحيل ِ الى البعيد
بعد انهمالِ الرسم في الغريب
هل تعودي ومعك رقائقُ
الوطنْ، ومعك ِ همسُ وشجن
هل يبقى في أحلامي حقُ
العائدِ الى أرض الموعود
وانا ميتٌ في موتي
وراحلٌ تليد،

هل نعيدُ الرسم بالزنود
ونخط على الزيتون
عصير زيتٍ ونشيد
ونغردُ كالطير في لقاءِ
العيد،
هل يصير لنا مولدٌ
نولد فيه من جديد،
نلبسُ فيه الجديد
ونصرخ عالياً نردد لنا الحقُ
لنا القديم
وهل، يبقى أملنا بالرحيلِ
عن قيدِ العبيد ِ
الذي يطاردنا،
هل تسمعي يا فلسطين
ندائي
هل اكرر عليك
من جديد؟

اليومَ ذكرى حزنكِ
اليومَ مات الشهيد
وماتت قصائدي
وبحور الطيورِ
صارت تغيب
والوان الشحرور من ذاكرتي
صارت تغيب،
لقائي بك في تلة الغريب
لقاءُ الشاعرِ بحقه المسلوب
حقه بالموتِ على ارضه
حقه بالشرب من الماءِ
حقه بممارسة العذابِ
على ورده، على ورقه
على خارطتهِ، في سحره
العجيب..

حق الطفل ِ بالنوم ِ على نهدِ
الوطن،
حقُ امرأةٍ بالأمومةِ والشدن
حقُ الرجلِ بالسراحِ في المحن...

اغيبُ بعد ان غبتُ
اسرحُ واحداً من ملاين ٍ
فشعور الموتِ يلاحقني
وسيف الغدرِ يطاردني،
سلاحُ العصفِ في العصفِ
موتُ الحمامِ في قصف ِ
وانا من أنا ؟ ما أنا
انا طائرُ الحسونِ
أنا عائدٌ من الموتِ
أنا الغريبُ
مثل بحرنا الغريب
وطريدٌ للذئبِ
طريد،

ملاذٌ للكلمات أنا
كلماتٌ تسرح ُ في الكلمات
وعطرُ الوطن ِ ممات
فيا وطني هل تسمعني
هل أكرر عليك الكلمات
ورحلةُ موتي من جديد؟


.

PostHeaderIcon يَطيرُ في كفي... خزفية الايقاع






يَطيرُ في كَفي كصعق ِ الرصاص ِ ودَويّهِ، يطير ُ العشب ُ في لهب ِ جراح ِ فيدوي أنِينُه في الدمع ِ نواح ِ، يّطير ُ الحزن ُ هَبيبه ُ نار ٌ ،في منازل ِ المحبين َ سراح ِ ... أما دار ُ الحبيب ِ ودارنا من الدور ِ كماشية ٍ تسير ُ.
تدق ُ والنعل ُ متمايلة ً على رمشي أخالها تطير ُ، حثيثها شجونها وقصيدتي لعبة ُ العشاق ِ في أنفاسي تغير ُ...
يطير ُ في كفي عطر ُ رصاصة ٍ ودويها ودَمُ الشهيد ِ عطر ُ كل من يثور،ببابكم ُ يا رفقة َ الدار ِ حباب ُ فنأي ُ المحب ِ عن الحِب ِ عذاب ورفضُ الكريم ِ ضيافتنا رجم ُ الحصى خبابُ...
يطير ُ في كفي أنينُ ملهمتي فاذا أنَّ النحيب ُ غلاب ُ، سارت بنا ريحُ الأعادي فعدنا من حيِّ الحبيب ِ الى حيَّ عادي ...
يطير ُ العَبيرُ مرسلا خبر ِ في ضريح ِ الحب ِ حباب ِ، يحيّ شهيدا ً صامدا ً ولا ينسى الصمود َ مر الصعاب ِ فلما يا خل ُ رحلتَ عنا فرحل الحُب يا حِب غِراب ِ ...


.

PostHeaderIcon الجارية الحزينة... مجاز التعبير بالنغم ِ




يا جاريتي الحزينة
ارتاحي بين الورود
فهذي الأمسية
ذاهبة ٌ ولن تعود
فيها الأريج متناثر
والزهور الاستوائية
فيها صوتك العندليُّ
والأزمنة الغريبة،
إياك أن تغضبي مني
حبيبتي...
وأن تتركي شفاهك
عندي رهينة،
إياك العبث مع رجل
شاعري مثلي
وأن تعشقي غزلي
البحري
والحروف المائية
على شاطئي أنتِ
على مينائي
وجزيرتي الشرقية.

فكوني لذيذة الألوان
خفيفة الظل،
كوني من أجلي أميرة
أو ملكة ،
في قصيدتي اليوم أنتِ
رهينة،
لي خارطتي الشاعرية
لأعرف الوصول إلى
ثغرك،
ولكي أدلي شهادة لحسنك ِ
لست قرصانا
ولا أميرا،
ولا دوقا محتال
معطر بالعطور الفرنسية
أنا راعي الأغنام
الذي تحبي،
والبدوي الذي تعشقي
فلا تكوني هكذا حزينة
يا جاريتي الحزينة

أشتاق إلى الورود
والنظم الغجرية
على جزيرة أنا حاكمها
وسيدها،
لكني أموت وأتلاشى
في الفضاء،
فلستِ اليوم مني
ولا أنا منكِ
كلماتنا صارت صماء
امام جدار ِ الصمت ِ

أنا خادم بسيط
وأنت بنت الحاكم
والسيد الناهي
يا أمي وتيهي
ومعبدي الذي به
أعترف بعطفي
وحبي
وشوقي للأنوثة النسائية.

أنا عند النجوم
أخاطب الثُريا
والمشكاة والحرية
بهيامي اللزج
والرقيق المنسيا
كصفصافة بيضاء
ألحنها،
عاجية أغصانها
هي أنـت سيدتي
التي أعجزت فؤادي
عن نطق أحبك
وأهواكِ،
لو كنتِ ملكة أو
أميرة،
لو كنت في حبي
مجرد جارية
حزينة

أحبك بكل الدروب
أدعوك اليوم قبل
غدا،
معي باقة الزهور
في حديقة بل في
جنة الحور،
تكوني فيها السيدة
والأميرة،
تكوني الملكة المثيرة
فارقصي على ألحاني
الاسبانية،
وأنغامي الاشبيلية
وعلى أشعاري العربية
تحدثي بلغة أجيدها
وأنطقها ...

كوني الفؤاد النابض
كوني عيني التي بها
أراكِ،
ويدي التي أكتب بها
سحرك وهواك ِ
كوني سيدتي،
وزنبقتي ونرجستي
الوحيدة،
التي تؤمن بعشيقها العراري
البسيط الحال،
البدوي الرحال
كوني الملكة أو الأميرة
كوني كما أراكِ أمامي
جارية حزينة
فأنا أهواك
لوزية، زهرية،
كوني أقوى من الغرام
والعشق الذي لا تسعه
الدنيا،
فحدوده الهيام،
كوني حياتي والأماني
التي فيا .
كوني مرجانة
أو ريحانة
أو شرعية

يعجبني دلالك يا صغيرتي
وحط الحمام على كتفي،
يذهلني الورق يا حبيبتي
وشعر الحب في أنفاسي
فأنت منصفة في غرامي،
غزيرة المطر ِ والمن ّ ِ
حليمة َ الوجد ِ والظن ِ

هذي أنتِ ملكتي الجميلة
والظبية العجيبة،
فارقصي كالجارية المشتعلة
التي تتقد على ألحان
التانجو
وتثير مشاعري كراقصة
مثيرة.

انخرطي في مخيلتي
بأجمل صورة ومنظر
انخرطي وذوبي بيدي
واسبحي في قصيدتي
مثل شهد ٍ معطر،
يا صاحبة الألوان البهية
والضفائر المستديرة
التي تدور بحمرها
وجمرها الملتهب
فتجعل مني حالة خطيرة...

بحثت عنك في المدى
وجدتك يمامة رهجاء،
عرفت فيك نصفي الآخر
فأنت من صبا الصحراء
رحيقا يعالج جرحي وأنيني
أريجا يجمع بعثرة شراييني
يسلبني ، منك ِ يرميني
ويشطر مخبآتي،
يراقصني، يغريني
كالصنوبر والكمون
بتُ يا سيدتي عاشق
مجنون
لا بل !
ملك دون عرش وحصون
ولا امرأة حنون،
دون سيدة جميلة
ولا حتى صبية صغيرة

أشتاق لعينيك كما
أشتاق للأزمنة الأخرى
والأماكن الغريبة
التي تذكرني بأيامنا
التي جمعتنا
اياها الموت لن ينسينا
ستكون لنا جنة عريضة
حدائقها كثيرة،
وأوراق الخريف فيها
كثيرة،
والربيع فيها مورق عجيب

فيها أنا وأنغامي العندلية
وقيثارتي في جزيرتي
القرمزية
يا جاريتي الحزينة
التي جعلت
مني حالة غريبة
فأنت حالتي الغريبة
يا أميرتي الحزينة

.

PostHeaderIcon رِماسُ... التحام الموسيقى مع الكلمات





ورديةٌ ملامحك سيدتي، زهريةٌ انتفاضة الموسيقى العذبة في جمالك، انت لحن الحزنِ في لطائفي، انتِ بلسم الهمسِ يا رماسُ.. عبيركِ التهابُ القانونِ في نغمه ِ الفريد، شذاكِ انحطاطُ الحمامِ على كتفي ودموعي التي تسيل معلنةً خوفها من الرحيل ، الى أين الرحيلُ يا رماس الى أين؟

وداعا ً!
فالموتُ صار هيناً من الوداع ِ والجرح ُ القديم ثارَ وارتمى على لبة القلب فلما؟... تذهب الفراشة في وقت الربيع والجمالُ يتناثر في المكانِ في الزمان قرب شجرة الزيتون التي تحدثت عن حبنا وعشقنا وكلامنا مع الزنبق ورسمنا على شفاه الحياة لطائف الحرير..

رماسُ انقسام الروح ِ في جسدي النحيلِ، ارتطامُ حبالِ الحب ِ يا حبيبتي ... تعال ِ من بعيد ٍ تعالِ ولا تغدي من اصل الرياح مودعة ً فانا اياك ِ انتظر وهل من دليلٍ يدلني على الرخامِ وعلى الركامِ، وهل من همساتٍ تسمعينها في روحي تخاطبك دون ترجمان، اوراقِ الريحان تحدثك عن العبير في ترحالي عن سمري وسهري وندائي على القمرِ ...

رماس ُ ... ايامنا الجميلة تغادر مع الرماد المتبعثر ِ في الهواء ِ وطيورٌ بعيدة تودعنا راحلةً الى عمقها في السماءِ، الليلُ السرمديُّ يذوي من ماقي عيوني، ورجائي لله بان اراكِ حب الرجاء، دعائي يا رماسُ بان تظهري ملكةً في حدائق ِ الوردِ وان تصبحي السيدة الاولى في مملكةِ العرار ِ والنرجسُ يطلُ على نفسه غريباً في الماء كما اكون انا غريبا في الحياة .. فهل تعودين يا رماسُ ... هل تعودين الى احاسيسي وحنانِ الروح للقيا الوجه القمري وحنين القلب ِ لعلاج السماء ... هل تسمعينني يا رماس؟ 


.

PostHeaderIcon موسيقى امرأة



تتهادى على العشبِ كالظبية والعينُ ليلٌ داكن، فتمشي طروباً تتناثرُ في الألوان وتنعزلُ عن الماء الذي ينهالُ على جسدها يلاطفه يداعبه ينظفه بورد الزعفران، تترنمُ بايقاع الصبا تنسمُ مع مهباتِ الرمانِ فشعرها حناءٌ مثير للجدل، ووجها اشراق الشمس ِ للأمل ويداها حالة الحريرِ المرتمي على صدرها وحالة البني في اثر البيلسان.

منديلها الاحمرُ يترامى يبعثره الهواء فيطيرُ عاليا ً ويدبُ ارضاً بخفة يبرح على كتفيها فيرسمُ بمخيلتي خريطة الحب الأولى في بادئ العصر ِ، تتناغمُ في ترداد قلبي كذبذباتٍ خفيفة تهمسُ لي نظراتها اللطيفة بحبها لي ولا احد سواي...!

هي عزفُ ناي في سهل المرجانِ، هي ثورة امرأة وانتصار الاناث على الرجال، هي قيثارةٌ حزينة على وترها يفيض الجمال بغزارة فيصبح دلال، والخجلُ على وجنتيها قمرين احمرين مرسوم عليهما كلام الحبِ والغزل، انفها الصغير جمرةٌ تؤرقني، تذبحني، تطردني من بين الرجال... انا لها انا منها ولدتُ واليها اعود طفلاً وخيال.

مشت تدفعُ الشعرَ من قريحتي في كل خطوة خفيفةٍ على الأرض، مشت تبعثر الاشياء في الأماكنِ الساكنة وتمطرُ العبير من ريحِ جسدها المخملي وعطرها الذي كاد ان يكونَ اعصار، ودقت على بابِ قلبي ففتحته وغمرته بحنانها ولطفها وسحرها.. فالقلبُ عاد حياً بعد موتٍ دام ألف عام، عاد من رحلة السفر ِ الشتائية مثل شطر الحمام بل عاد من رقصة الغزل السمائية في دورات اليمام.

هي موسيقى يتلاعبُ بها الهواءُ فيرميها على كفي اخالها حوريةٌ ظهرت في صفحاتي وقصائدي بل جنيةٌ هوائية تذيبني برقتها وتلملمني بعد تهشمي وانكساري، هي انثى ليلية سرها انها من تلةِ بني عامر واصلها من ليلى العامرية وفرعها اغصان الزنزلخت، شذاها امتزاج الريحان ِ بليلة ِ القدر ِ، صوتها انغامٌ وألحان تشرقُ على سنا برقٍ خطفة، خفطة، وتخفت مع الظلِ فجاءة فاخاف اني اموت ساعتها فتعود بسنا خطفها فاعيش على الفورِ ورديا انسان... 

.

PostHeaderIcon وَطنْ




وطن، معزوفة الأغاني والنسمات في شطحات الأنين،
شجنٌ، تألمُ القلب ِ مع الناي ِ في بوحهه بالحزين،
شدنٌ، متاهةُ الجمال ِ في الارض الترابية والأديم،
لحنٌ، تقاسيمُ الكلمات في الوزن والايقاع ِ

الوطنُ مجازٌ مثل النحلة ِ يحلقُ في الهواء ليس لمجرد العبث، ويذوب كالورقة بلطف الماء دون جدال، هو احساسنا بالذات الغامرة للجمال والقدسية في التراب، وترجمة الشعراء المجانين للمعلقاتِ والموشحات والنصوص ِ في الهذيان...

الشجنُ هو الشعور باليأس المذيب للوجه والكلف الذي يحيط الخدود الأسلة، وخطوط التجاعيدِ وشحوب الماقي من فرط البكاء، الشجنُ يئن مثل الحمامِ في موسم التزاوج ويبرم مثل القطا في رقصة الانثى مع الذكر واعلان عرس الحرية والحب في اناء الفضة.

شدنٌ اللون الأبيضُ على الورقة يثير الجدل فخطوط السواد ورسم الحروف عليها تسأل العجبِ حول العجيب، والبعد حول القريب والنور يقتفي اثر الظلمة فيتبعها ويلاحقها اينما تذهب ليظهر النور في النهاية فالقيد الملتف على العنق لا بد ان ينسكر والسيف الذي يربض بحده على العضد لا بد ان ينصهر، فالمعدنُ يذوب من شدة الحرارة واستمالة اللهبِ له فينيخه فيسيلُ السيف الحاد الذي اصبحَ مجردَ مادة حرارية اذا التصقت بالمادة تندمج معها.

لحنٌ ينقسمُ من نوح ِ العود ِ في الوترِ وانين القيثار ِ في السهر، والقمرُ يعدُ النعاج التي تفقزُ من فوقه حالة الأرق، فالعين تملقت الرف وابتدعت الدمعة من روح اللحنِ، فالعشبُ الأخضرُ في السهلِ لحن الخيول ِ الأصيلة في صلابة اجسادها ورفع اعناقها وجمال شعرها المذهب، والوردُ في الحديقةِ لحنُ العبق ِ والفوحِ في الصبا المهفهفِ من الشمال يبعثه البحرُ مع مده وجزره واحياناً في حالة السكون بعد اخر العواصف، والنجمُ هو لحن الفضاء والمجرة التي فيها اكثر من نجمٍ يشرقُ ويبرق فتنظر اليه من الأرض المقدسة تراه بعيداً يبعدك بسرعة الضوء ِ ملاينِ المسافات.

لحنُ الوطنِ شجنٌ شدن فهو روحنا التي تعيشُ في أنفاسنا التي نتشهقها صبح مساء، وهو حياتنا الترابية على ارضه التي نعود اليها في موتنا ونولد منها في بدايتنا، الوطنُ رائحةُ القهوة ِ في ساعة ِ الفجر الصباحية، وبلسمُ الريحان ِ في سهل الحرية، وهو نسيمُ العيش في قصعةِ الخبز ِ في حالة غمسها مع زيت الزيتون الشجرة التي ولدت على ارض فلسطين فصارت فلسطين شجرة تدعى زيتون وصارت وطن يدعى شجن ...


.

PostHeaderIcon في الحربِ




تتبعثرُ الأشياءُ في المكان، كما تتبعثرُ الفراشةُ في الوردة، وتنقسمُ المتاهةُ الى شقين مثل البرتقالة ِ والمشمش ِ والشمس ِ في اعلان ِ القيامة، المرأةُ تذوبُ من عناء الوقتِ، والرجلُ يخطُ اليأس على ورقة الازورد، العينُ تدمع من مآقيها حزناً على الفراق والخد لا يحتملُ حرارة الذرفِ الساخنة... شظية ٌ ترامت فوق رأسي واخرى طارت عبر الجهات، رصاصة ُ اقتلعت الجدار الفاصل ِ بيني وبين الموتِ وصاروخ ناخ على البيت فسكبه فتاتاً مثلما يسكبُ النادلُ لك الماءِ.

في الحرب ِ يدورُ المدُ والجزرُ تماماً مثل البحر ِ في حالة الامتعاض لا بل اقصدُ في حالة الاشتعال.. لكن البحر لم يشتعل يوما ً فالنارُ تأبى احراقه رغم المحاولات.. هذه الحربُ التي تسلبُ الدموع من الأطفال كثر البكاءِ، وتقتلع الأمومةُ من رحم الأمهات من شدة القتل، تقتنصُ المفردات من معاناة ِ الشعراء وتذوي رهجاءَ بالمشاعر الدافئة.. الحربُ سجالٌ فيوم لك ويوم عليك!

لكن الأيام كلها علينا، فحربٌ تدور في سبيل الأرض، واخرى تشتعل من اجل الحرية، وثالثةٌ تضمرُ الأمل لأنها من أجل الحق المزعوم اتقدت.. هذا الحق الألهي الذي أقرت به ولاياتٌ مسروقة تدعى المتحدة الغاصبة، وحق اخر بالعودةِ الى ارض الموعود من قبل ولادة العالم وخلق الرحمن للأرض فهي مكتوبة في الانجيل والتوراة ونسخها القران في نظرهم، عودةٌ الى البحر الأبيض والساحلِ الأصفر والى الجبل الحزين والى الصحراء الرمادية..

والحروب في عالمي الخاص تدور لسبب واحد، انه العبث.. حرب دائرةٌ على لعبة كرة ففريق يشجعُ اسبانيا وثلة اخرى تشجع الروم فلا دخل لنا نحن العرب بالكرة الرومية القديمة ولا الاسبانية الحديثة فصار الاطفالُ يرددون على السنتهم ويغنون " ميسي ميسي منسي ضائع غائب انا لست انا انا لست من هنا ولا من هناك".
والادهى والأمر هي حرب السجائر والجلوسُ في المقاهي لساعات مطولة ينفث الشباب الهم يدور في رأسهم يخدرُ اجسادهم ويقذفوه من بين شفاههم دائريا او تدريجيا.

أما ما يثير القشعريرة تلك الحربُ التي سميت غرام، فنحنُ نحارب من اجل الخيانة في المسلسلات على الشاشات العربية خيانة الرجل لزوجته الشرعية وخيانة المرأة العصرية لحبيبها الحلال وخيانة الطفلة والمراهقة للانوثة، وحربنا هذه هي حرب التجارة بالمرأة وتميع الخلق بالجسد فالصدر هو المتاريس والاستحكامات والفخذ هو الخندق المتين ضد الصواريخ والرقص واللعب والغناء هو الاستراتيجية الحربية التي ألفها لنا قائد الملاهي الليلية الغائب عن الواقع فهو مثلنا نحن الشعب غائب عن الحياة اصلاً.

وفي نهاية السخرية تدور لها حرب اخرى على الانا فينا على الدين والدنيا على نعتنا بالبربر الهمج، فاذا لم نكن عرب صالحون فنحن ارهابيون واذا لم نكن اولاد العم فنحن العدو اللدود الذي يجب ان يزول في اسرع وقت..
على حين غفلة صحوتُ من الهذيان الذي انتابني فحمدت الله على اني اهذي ولا اتكلم واقعا او حالا او شيء من الحقيقة فاذا ما تجرأت لقرأة في عالم الحروب وانا لا افهم في لغة العسكر صرت مجنوناً رماديا مثل الافعى الرقطاء يجب ان اقتل واضرب واصفع ... اتدرون اين؟ على رأسي ! 

.

PostHeaderIcon نداءُ على الصمتِ: من ربانُ سفينة ِ الحرية



هنا! يظلُ عبّادُ الشمس ِ صامدا رُغمَ الحرارة ِ،
هنا! تتلوى الزنابقُ معبرةً عن وجعها وتيهها،
هنا! يغيبُ الطفلُ مع الظلِ ويرحلُ بعيدا ً،
هنا! يصير العلم الشاردُ من الرابية فريداً،
هنا! امرأة خمرية الحسنِ فريدة، تليدة،
هنا! شيخُ في زنده مقلاعٌ من جذع الزيتون،
هنا! بلسمٌ يغردُ في الصباحِ مع نداء الحسون،
هنا! بحر أبيض، بحر أحمر، بحر ميت وغصون،
هنا! طار يطيرُ، صار يصير المجدُ من علية السجون،
هنا! لا هنا او هناك يمطر الرصاص الدمَ في الجلدِ،
هنا فلسطين اسمٌ علمٌ في خارطتي الدولية،
هنا! انا منسيا من الوجود والصمود والسدود...

هكذا كانت بداية الملاحم، صراعٌ بين هنا وهناك، قتالٌ بين النصب ِ والجر فالغاصب نصب يخضعُ الحرف بفتحه أو بغزوه، والجرُ يجر دمائه السيالة من جسده فيكون اسمٌ نكرة لا يعرف ولا يدلُ على شيء فيعرفُ ان لا محل له في المعادلة سوى انه مجرور... يقوده الانكسارُ والصمت المخيمُ في المكان.. هناك على ارض التراب الميت والعشب الذابل، هناك على متراس الفارس المناضل، هنا في نصل خنجرِ الثائر ارتمت احاديث الملحمة ِ الأولى حينما دب صراعُ الأحدوثة والكذبة التي من كبرها صارت حقيقة، انها حقيقة ، نعم حقيقة مرة!

لا ارضى بوقع السيف في عنقي،
لن اخضع في قتل الأمل في جسدي،
لم امت فانا اعيش في الهواء والأرض،
لا لعرمك أني أسدٌ له عرين : أسدٌ يبذرُ من نسله الشعوبَ فأنا سرُ طراودة، والعربِ في ذي قار، والقادسية، وحطين، انا سر القسطل، وسرُ الليلِ الأريب في حديقة البحر ِ ، وسر السفن ِ التي حملت التركَ على راحتيها ونفضتهم في جوفِ القبر ِ، أنا سرُ الشيخَ الذي يدعى صلاح، فهو صالحٌ بالاسمِ رائدٌ بالمعنى والمضمون صلاح مصدرٌ للخير ِ في داخل الوطنِ المسلوبِ.

عين، علاء الأمة بالدين ِ والايمان بربِ الكون وخالقه ِ،
راءٌ، رفسُ المهرة ِ الاصيلة للنذل ِ حالة لا بدَ منها،
ألف، اميرُ العرب في ملهاتهم اليومية يدعى اغنية ومسلسل وأرجيلة ندخن بها الهموم فننفثها بعيداً عن الجسد المخدر،
عين، عيونُ امرأة ٍ تبثُ الليلَ او تهيجُ البحر أو تمطرُ المطر على العشب ِ
راءٌ، رملُ الحديقة ِ في ساحة المسجدِ الأقصى صارَ أحمر من فرط ما سكب عليه من الدماءِ ....

عرفت أنَّ سر الأحجية الحاحنا بالزوال من الوجود، وغيابنا عن أرواحنا فنحنُ من العار ِ نحن العارُ ذاته لأننا لسنا نحنُ ولا هم حتى !

بدايات العظماء بدأت من بداية الفكرةِ العظيمة ودقات القلب وتردادها للتحليق في ساحة عظيمة، القادة هم ولادة الظروف ولكني اقول ان القادة هم صناعة المقود ِ فان كان المقودُ شريدا ً عن الواقع فان القائدَ غيابٌ عن الواقع... 

.

PostHeaderIcon جمال ُ العين ِ



عبيرُ الحبيبِ مسجى اريجه ُ       سرحِ في غدوي وفي عطفي

جمالُ العين دمعها عبقٌ            ونور الجبين ِ بالورد ملتفــــــ ِ

تضيء وجوهكم بصبحها         تربي عيوني على ذرفــــــــــي

فيا قصي زهورك كثيرة          في روحي شريدة نفســـــــــــي

ابداعكم ملاذ نهضتنا              بساط المجد في كفــــــــــــــي

جميل الخلق احسنه                رقيق الدَر رحيقه عِفــــــــــــــ ِ

وسيم الوجه صراخكم            في رحى الجهل منكفــــــــــــــ ِ

دموع العين من خدي             تسيل فرحة في صفــــــــــــي

وحب الجمال شذاكم               في سما المجد مصطف ِ

اشبال ابداع هنا انتم               درر في ادب وشغفِـــــــــــــ

ايا نور الحبيب حباك              حفيف يمـــــــــــام ٍ وردف ِ

وسر الجمال بريقه                وشمسُ الربيع في لطف ِ

ما دار الحبيب ودارنا             ستار العفاف من سجف ِ

ونوح الصبا في عصر ِ          رف الحمام ِ في رفــــــــــــــ ِ

حبيبنا محمد وحب ِ                دين السلام في وصف ِ

فهللوا بالله مسار امة ٍ             لها في التاريخ صحف ِ 


.

PostHeaderIcon حجرُ المقلاع ِ



جدي، يا جدي
ذبحوكَ،
صلبوكَ،
رجموكَ،
يا جدي ...
خانوكَ عندَ التحرير
باعوكَ حال التفجير
وبقي حجرُ المقلاع ِ

أمي، يا أمي
في ليل ِ عينيك ِ استشهادْ
في بحرِ خديكِ استعبادْ
في وقع الرصاصِ استردادْ

حقي نهبوني،
عشبي سلبوني،
زيتٌ سكبوني،
رملٌ زيتوني،
حجرُ المقلاع

طفلي يا طفلي،
والموتُ في كفي،
والدمعُ في ذرفي
والصفُ في صفي
والعزفُ من زندي
والورقُ في بحري
دمع من أمي

رجلٌ شهيد،
طفلٌ شهيد،
زوجٌ ارديَّ شريد،
ذرةُ سِجى من عدم
صارَ الأحرارُ عبيد،
صار للغزاةِ عيد
في الأرضِ والوردُ
مذبلٌ في كفي
والحجرُ رماد ... يا شعبي
والمقلاع رفَ في يدي

طارَ العار ُ يا وطني،
طارَ العارُ يا قدسي،
طارَ العزُ يا جدي،
ومات الحر شهيد

ألفٌ، أموتُ على التراب ِ
ميمٌ، مسلوبُ الحقِ مصاب ِ
فاءٌ، فلسطينَ ذابت سراب
سينٌ، سرحَ العقلُ وغاب

وأنا يطردني عقلي،
ويذبحني ظُلمُ الجلاد،
وأنا يمطرُ في سهلي
رصاصُ الصياد،
قُتلَ الموتُ في شعري،
قُتلَ الحرُ يا جدي
وماتَ، ماتَ السمّاد

جدي، يا جدي
طارَ الحسونُ في قصفِ
طارَ الضمير من جسدي
طارَ الوردُ يا ولدي
رحلَ اليمامُ يا أمي
حمل دمِ ودمَ البلاد
حملَ الركبُ الجرحَ
وصار التحريرُ ارهاب ....

نونٌ، نونية ِ القدس ِ سقطت،
والكلمة ُ الحرةُ رحلت،
والحقُ القديم انتفضَ
حجرُ المقلاع ِ
انتفضَ،
حصى وخبزَ وسهر
أرقَّ عيونَ الزمن

زهرُ وردٌ خطرْ
وقعُ الجياد
حظرْ
نرمي الموتَ بأيدينا
بالمقلاع ِ
بالحجرِ

.

PostHeaderIcon حصارُ الصمتْ



لم يَحنْ موعدُ الصمت َ
يا رائدُ لم يَحنْ
انهزامُ الخيول ِ في عَدوها
لم يئنْ،
الانكسار ُ يا شيخ ُ
ولا وداعنا
لم يحنْ،
ولا دمنا الحرُ
لم يعد مهان ...

لتحفظَ ماء َ الوجه ِ
يا شيخ ُ
وعطر ُ البيلسان
لتقف على حرة ٍ
في وسط البحر ِ
سيقان ،
وتغوص ُ في تحريرنا
من غزة ِ الحصار ِ
من لحظة ِ الهروب ِ
والعرب ُ اسم ٌ
بات يذوب ُ
والقدس ُ عرش ٌ
ينهار

يحط ُ الحمام ُ
يئن الحمامُ
يدق عود القضية ِ
يغني من جوفِ البحار
يموت قيثار ،
في دقات البنادقِ
لعزل ِ النضال،
في برج انتصاركَ
يا شيخ ُ
مهرٌ اصيلٌ
نزفك على ظهره لحرة ٍ
اسمها فلسطين
لن نكونَ سنين
ولا ذكرى،
فالشميم ُ فلسطين
والزهرُ والوردُ
فلسطين،
والبحرُ والبرُ
فلسطين،
والقلبُ والنبض ُ
فلسطين،
والعينُ والدمع ُ
فلسطين،
والعرس ُ فلسطين

لن يسقط َ الزيتونُ
ولا القمح ُ
ولا العشب
لن يسقط هاشم
ولا الأقصى الحزين...

لن نموت َ خوفا ً
لن نرحل ُ هزلا ً
فنحن ُ أحرار ُ الدم ِ
وسط غمرات الحنين

سقطت بغداد
لا لم تسقط،
سقطت فلسطين
لا لم تسقط،
سقط درويش،
وسقط ياسين،
وسقط عرفات،
وسقط الأسدُ العربي
صدام،
لا لم يسقطو
بل! من دمائهم
شربنا مداد الحياة
ومن رواية َ جدتي
عن فارس ٍ كان َ
في ايقاع ِ العَدو ِ
فرسانْ،
وعن امرأة ٍ كريمة
أصبحت ثُورانْ
وعن طفل ٍ يدعى درة
صار َ قنبلة َ الزمانْ
وراحَ اخر، واخر
وخيولا ً اصيلة
ترامت،
تاهت،
تلاشت،
ولكن َ الروح َ فينا
والأنفاس تصرخُ
نيران،
وجلدُ أجسادنا
يأبى الحصار...

تراث ُ اجدادنا
يأبى الحصار
دموع ُ أمهاتنا
تأبى الحصار
وعرارُ يموت ُ
حبا ً
في وسط ِ الحصار،
وغزة ُ تلفظُ لهبا ً
رُغمَ الحصار،
وأنا وانت ِ
وأنا وانتم
نحنُ انتصار،
اسطولُ الحرية سار مسار
الشجن ِ
وسط الدمار،
والموتُ هربَ من أمامنا
سقطَ الموتُ وصار هِزارْ
لا لن تمتْ يا شيخُ
ستحمل َ على أكفك َ
ندائي،
والعشب ُ الأخضر
سراحي،
سوف تحمل ُ يا رائدُ
بلادي،
الى جنة ِ الزيتون ِ
سوفَ تحضرُ قِطافَ
الأحرار،
لا لن تسقط
بلادي في وجه ِ
الحصار....

.

PostHeaderIcon ريحانة، مرجانة



جمالها ثلجيٌّ، جلالها كونيُّ...
رأيتها في سهل المرجان، ريثما شطحتُ حاملا ً جسدي أسمع ُ نغمات الأرض في اديمها وموسيقى الهواء الذي أحالني طربا ً فتساقطت متناثرا مع العبير بل طرتُ متعاليا ً مع الشذى، شعرت ُ باهتزاز لبة القلب، وجوى الروح انتشى بشعور ٍ لا يوجد له سابقة في تاريخ المعلقات الشعرية.

لهنيهة ٍ تأملتها بيضاء مثل الحليب المسكوب على الماء، شفافة مثل البحر في لقاء السماء، شامخة الأنوثة وقفت الأصيلة العربية يمتد جمالها من بلاد الحضر الى جنان البدو، تمايلت مثلما يتمايل ُ غصن الزيتون ومنديلها السكري انهال على كتفيها يلاطف الريح بغرور، وعطرها الذي ارداني قتيلاً في معركتي الأولى امام الجمال.

وجهها وضوح القمر في ظلمة الليل، عيناها اتسعت للمدى كانتا مثل فنجانٍ حضرميّ تدوران ِ وفيهما التركواز الذي امتطى الرموش الريمية، خديها امتداد القدس ِ بالروح، حمراء مثل جورية في حالتها الأولى امام الربيع، أنفها الصغير الدائريّ المعقوف ِ مثل نصل خنجر ٍ يمني، شفتاها استاحلة القرمز ِ في لعبه مع الماء ِ، يداها الحرير الثلجي والديباج والرخام.

مشت تدفعُ صدرها أماماً، مشت وعنقها مثل شهباء النوق ِ، ورأسها الصغير المدور كحبة المشمش ِ الشمسية، ذلك الجمال ُ تطاير مع الألحان في روحي واضطراب قلبي مع دقات ِ الأرض وتلاعب الهواء بي فتمايلتُ ثملا ً أمام جمالها.

مشت وخصرها دار باهتزاز شعرت اني صناجة ٌ طربا ً، متعذبا ً أمام موسيقاه فاعاد في مخيلتي معارك العرب والعجم في سبيل الحسن الكونيّ، ساقاها مثل سيقان نعام، كانت تمر من أمامي مثل غزالة ٍ يرفعها الهواء فينيخها ارضا ً انها حرة ٌ أصيلة.

دلالها عربيّ لا يشبهه دلال والورد ُ على ثوبها دار كانت اشبه بحورية وانا كنت ُ سكرانا ً دون خمرة ٍ تسكرني،
تسمرت ُ وخيوط الشمس تمر في شعرها الذهبي الممتد ِ على كتفيها الصغيرتين.... تكورت ُ أمام ابداع الله... انطرحت ُ خلف َ رقص الأنوثة النسائية... انعدمت ُ في اقتسام روحي واندفاع قلبي المتلهف فقد صعقتُ امامها...

تمالكني الخوف ُ والحبُ ، الخوف ُ في فقدانها والحب ُ والاشتياق لوقوف الزمن لكي يظل المشهدُ راسخاً في عينايّ الى أطول فترة ممكنة.
خضرة العشب، احمرارُ الورد انعكس على جمالها الكونيّ، ولون الأرض ِ الترابي جعلها براقة، خفيفة، لطيفة، زهرية، وردية، سلطانة، مرجانة، ريحانة، ساطعة مثل البدر في ليلة القدر ِ طولها اشبهُ بالسحاب ِ واذناها الخمريتين سمعت ندائات قلبي الملتهبة.

اقتربت ُ فكنتُ وقتها مثل العبد الصالح في ملاقاته لجنة الفردوس، اقتربتُ والحياء ُ انطرح على وجنتيها فازدادت عبقا ً وجمالا ً، انكمشت خجلا ً تترقب الأرض كأنها تعد النمل الذي دبَّ ساعتها.
نظرت اليّ نظرة شقية وعادت الى خجلها فتناثرت روحي ، اشرأبت أوصالي وذبحت ُ في مطلع العيد حباً وعشقا ً.

اقتربت اكثر ، امتدت يدي ملاطفة ً يداها وعيناي لا تفارق التكوين في جمال المرأة الذي تخضع له كل مكونات الطبيعة فتنعكس على أنوثتها مثل المرآة في أول مقابلة ٍ مع خيوط الشمس... حدثتني نفسي بأن الثم شفتاها القرمزية، اقتربتُ يقودني انجذاب السحر للحلال.
فجاءة ً،
وخزني منقار الحسون ِ في تغريده الذي كان حزينا مثل شبابة الرعيان، داهمني النوم تحت ظل شجرة الخروب الكبيرة، والهبيب نسيما ً عليلاً، عرفت ُ ساعتها أني كنت ُ مطرقا ً في حلمي فلم أشأ الاستيقاظ منه فراودتني نفسي ان اصحو محملاً على فراش الموت ِ بعد معايشتي لذلك المشهد.. غادرت المكان مع مغادرة الريح وميول خيوط الشمس للاحمرار والشفق كان يخيم بلونه البرتقالي على السماء التي مالت الى الظلمة والنور في آن ٍ واحد.. مشيت يطوي ظلي الظلام ارحل في رحلة الذاكرة الى عالم النسيان ...
  
.

PostHeaderIcon ملهاة ُ الجمال



الطبيعةُ تستدّر ُ الموج َ من جوف البحر، والدموعُ تسيل ُ محتجة ً على ألم الفراق ولوعة الكآبة والحزن.
تراقصت الموسيقى وترنحت مثل السنديان أمام عتوة الريح وانقسام الروح الى حبات صغيرة ونواعم ظهرت أمام نورها الثلجي وجمالها الذي رفرف في القلب موسيقيا ً ودغدغ الشعور اللبي بهزات خفيفة.

ناخت الأنوثة أمام النظر وحول العيون التفافُ الزبرجد السمائي والشَعر خيوط الذهب تمتدُ الى الملائكة الزمردية والعيون كالبحر حالة السكون.
القد ُ تقاسيم المحبة في داخل القلب ورفرفة أغاني الطرب أشعلت أخاديد الجمال التي تحوم دائرية، دائرية مثل عينيها المسجاة بالبرأة ويديها الحريرية... شفاها ارتسام القرمز وسط الجنة، دلالها في تألق مشيتها كانت مثل غصن زيتون تدفعُ شموخها أماما ً فتنحني لها الطبيعية والأوراق والمعلقات الغزلية.

تماماً كانت رقيقة، خفيفة، بسيطة، تستلهمُ الدفء منها والحنان من نظراتها التي حاكت عيون المها في صفيحة المجد في الأندلس...

الطفولية في كامل ورديتها والأنوثة المغرورة بجمالها وعبقها المتناثر أمام البصر، ظهرت من بين الظلام قمرا ً يغني نشيد الفرح، بزغت في الصباح شمسا وضاحة قطرية الندى لماحة.

وأختفت خلف أعين الليل حجبتها عني فصارت هذياني في وحي القمر...

.

PostHeaderIcon حديث الموت



طرقت المطرقة ُ بصوتها العليل، وأثارت العلة َ في جسدي النحيل واصفرارُ وجهي الذي يشبه الزيت الأصفر حالة اعتصار الزيتون، اصابعي ترددت خائفة من جور الأيام ونعق الغراب في بيتي، عيوني شخصت والكلف يحيطها وتجعدات الجفون وشحوبها سوّدت صفحة النظر البيضاء، يداي كانت مثل حجر الرحى ساقطة ً في جوف البحر، شعوري لجة ٌ مبهرج بالكذب، صبابة ٌ مخنوقة بالألم، حب مطروح بالدم، دنف يستقطرُ الدمع من أخاديدي ويستدّر ُ العبرات من عيوني، والغصات بين الكآبة والحزن ِ في رحلة الانهيار من العلاء الى أسفل السافلين.

اداروا عليّ الماء البارد والصقيع يعالج ُ اسناني المصطقة ببعضها كان صوتها مثل زقزقة الشحرور في حالة اختفاء خليلته في الغياب، صَبو علي العذاب من وعاء النار الحمراء وجوى القلبُ يهترئ من لؤم الحياة، نفضتُ عن عيني الدموع مهالة، سكبتها في ورقتي هذه ومضيتُ محدقا ً بالأفق من كوة النافذة بين جدران الوحدة والضياع في سجني الغربيبُ.

ناديت ُ بعد ان تمالكت نفسي من جهشها ونحيبها، بل صرخت بعد أن استجمعت اخر رمق ٍ في جسدي النحيل "يا موتُ تعالَ بجندك لتحرسني من الحياة، يا موت ُ صب علي من عطفك ِ ولطفك بأخذي من بين أحضان الدنيا، وامطر علي الغيث في محنتي، يا موت ُ تعال مسرعا ً، مهرولا ً، ماشيا ً، راكبا ً، عاديا ً، ولا تتردد في المجيء فانا انتظر لاستقبالك بفارغ الصبر".

بعد هذه الكلمات التي كانت مثل سحر النهوند الحزين في دقاته بين جدران الصمت، فُتحت نوافذ الموتِ مثل الباب السحري ورحبت بي لتأخذني اليها مودعا ً القصيدة التي اقترنت بي منذ الطفولة، مودعا ً قلمي الحميم رفيق عمري الذي لا يخونني ابدا ً، تاركا ً ورائي ابنائي الصغار من الكتب والدفاتر التي رسمت عليها هذياني.

رحلت ُ بعيداً الى دنيا اخرى هناكَ شعرت براحة الأبدية، ودعت أخيلة الليل وأشباح النهار، انسجمت ُ مع الطبيعة الترابية بين ثنايا قبري ومن حولي رملٌ ورمل ٌ ودودةٌ حقيرة تهش في لحمي الذي مال الى النتانة فتخر عظامي أمام الدود ِ باكية ً مستلهمة الصبر من البرزخ الذي ضمني بقوة.

في حدائق الموت بعد أن انتهت الديدانُ من وجبة العشاء، بقيتُ عظاماً نخرة فرت من قسورة، صرت روحاً داخل المتاهة شاخصا ً في الظُلم التي كفنتني من كل حدبٍ وصوب، في وسط الظلمة اشتعل ضوء ابيض اشتعل ليؤنس علي وحدتي تلك نظرت اليه حاولت الاقتراب منه، فهو مثل الكلمات يتلوى أمام ناظري، سألته: من أنت؟
قال : انا قليل ٌ من شعرك وحديثك عن الجنون، أنا صفاء قلبك الذي أحب الكون والنار والنور، انا مجيبك في ظلمة الدياجي ووحدة القبر.

تهتُ لهنيهة، شردت ُ خلسة ً عنه الى أول قصة حدثتها للموت مطالباً اياه بانتشالي من رحم الحياة، فلم يتردد الموت ملبياً، مجيبا ً لكن حالة الخوف التي اعترتني داخل البرزخ كانت شبيهة باجتزاز السيف لعنق الصبا بزند الجزار ، واقتصاص المقصلة من الجبناء، ورجم الشريعة للزناة العصاة، وردم المباني فوق المتعبدين على بلاط الشهداء.

تماما ً كانت حالتي وأنا مغشيا ً علي تشبهُ الثمالة َ بدون خمرة ، والبرودة بدون ثلج، والاحمرار بدون حرارة، استفقتُ في برهة الذعر تلك ورددت: تعال يا موت، هلمَ اخذا ً يدي اليك، هلم يا موت رافعاً روحي الى مليكها، هلم لمحاسبتي على كتابة اول حرف ٍ في هذه السطور... 

.

PostHeaderIcon هَذَيانُ عَاقِل ٍ



زمجر َ الريح ُ يتلاعب ُ بنافذتي، يلاطم ُ الشباك َ باصوات الأشباح السمائية، ويرسم ُ في خارطتي الحيرة والتساؤلات، يخط ُ اغتراب الحروف ِ في ذاكرتي ورحلتي الطويلة في محجة ِ الكلمات، يشدو الريح ُ بألف قصة ٍ ألفتها في أخيلة الليل والقصة ُ الوحيدة هي حكاية الغربة بين الأهل والأحبة.

مزاجية ٌ تنهدات الريح تعصف ُ بالسنابل في الحقل الغربي من بيتنا، وتنثر حبوب اللقاح مع الندى في ساعة الفجر الصباحية، يئن الريح ُ برفقة جوقة الحساسين البرية، برفقة الحمائم الوردية، وزهور ٍ من ريحان وليلة قدرٍ وبعض من الزنابق ِ التي تتمايل ُ راقصة ً لانتهاء الربيع ِ وانتشال الصيف من خيوط الشمس المحرقة في بلادنا في قريتنا الغريبة.

رحلت ُ من المكان الذي جلست فيه، مع تنهدات صدري ودقات قلبي باحثا ً عن المستقبل في أزقة البيت، راحلا ً الى العلاء ِ مبتعدا عن البهرج ِ الخداع، ساقطا ً أمام الخوف، مغتربا ً في الديار والوطن، أخال نفسي النسر الرحال في احجيات الزمن اطير ُ في كبد السماء مثل شعر المتنبي وسط فلسفة الحكمة والتنوير في اجمل العصور الذهبية.

نظرت الى الدنيا فاذ بأناس يسرحون عن ذاتهم الروحية ينخرطون بذاتهم الحسية باحثين عن اللذة في الروابي والوشائع، يبحثون عن جسد امرأة يتذوقون حلاوته الخمرية فيسكرون عليه، واخرون يقصدون الثراء والغنى فيطاردون المادة المتهللة بالمال يسترقون السمع الى حشرجة السماء داعين الله بامطار النقائض فوق اكفهم المتضرعة، ومن بعيد هنالك أناس يحجبهم النور الروحي والدين المحمدي فلا تعرف كنه نفوسهم ، تجدهم يرددون ايات الله واسمائه في جلساتهم ويدّعون الصلاة والتسبيح عند تقلب الجو الثائر فيغطي لؤمهم وطمعهم للوصول الى العلاء والمناصب سجيتهم الدينية.

فاذا شطحت معي بالمرأة وجدتها عنصرا ً فريدا ً، بلسما ً ليلي، تجارةً اكتشفت حديثا ً فالكل يلوح بجسدها ويرفرف بعُريها على شاشات التلفاز او في شبكة الانترنت، او حتى عبر المجلات والصحف اليومية، فعند موت احد الزعماء تجد الصحف مهللة التعازي للشعب وبقرب الخبر الرئيسي يدوّن :"ناهد مغنية سقط منها في احد الملاهي الليلة"، وفي صحيفة ٍ اخرى دوّن : "جمالها الهيّ، تزوجت من عشر رجال، وطلقت الف رجل اخرين".

تماما ً يزين ُ القوم لنا الدعارة بالغناء، فصار الغناء من ارتقاء الروح في مقام الصبا ورفرفة العواطف الى انحطاط الجسد في ارذل ِ صفاته وحركاته عبر راقصة ٍ تتمايل مستعرضة ً محاسنها أمام الخلق فهي زانية ٌ، تزني بعيون من ينظر اليها وتضل الشبيبة عن سبيل الله الممتد في وسط الأرض في مكة المكرمة.

ترحل عن ذاتك هنيهة تفكرُ، فيقول لك عقلك الباطن : " لا تفكر فالفكر حرام يجر عليك الشؤم فتصير عاصيا لله اذا فكرت" .

تعود مرة ً اخرى باختلاجاتك وحنو الليل ِ يطل عليك من كوة ِ النافذة والقمر يستطريك في وسط النجوم حلاوة ً ورقة فتتذكر الوحدة التي تشج ُ نفسك واقتسام ذاتك الى ذوات فانت ازدواجي العقيدة، والشخصية، والهوية.

حدثتني احد العصافير هامسة ً لي عن جيل النهضة الجديد فقالت: " هم جيل الجِلّ على الشعر الممشط على شكل شياك قبيحة، يلبسون في اعناقهم الحلي وعقود ٍ مثل الكلاب ِ اللاهثة وراء العظمة النتنة، يرتدون ألبسة تكاد ان تكون بالية لكنها باهظة الثمن، المراهقة ُ تحب ان تلفت الانتباه بملابسها الملتصقة على فخذيها، تشتري ردائا يبرز صدرها للنظر، والمرأة ترش العطر في مشيتها تدل التائهين على مكانها في الأماكن العامة، الرجل خليط ٌ من الرياء والكذب، والشيخ كان وقورا ً فاصبح يجلس في مقهى النت عوضا ً عن الشبيبة".

دهشت ُ لحديث عصفورةٍ ترحل ُ كل يوم في بلد، فتطير ُ عبر المدائن وتخبرني من ترحالها وتحليقها في السماء كيف صار حال امتي، من العلاء ارضا ً الى الانحطاط، فالدين صار لعبة للسلطة، والمرأة اصبحت تجارة مادية، والكل ُ يركض خلف مطامع المال يصدقون نبؤة كارل ماركس الشيوعية أن الدين هو افيون الشعوب ولا وجود لله انما الوجود للمادة....

.

PostHeaderIcon رحلة دون جوان



في صلاة العصافير الحزينة لحظة حلول المساء وحنو ِ الليل ِ بظلامه واشتعال القمر في كبد السماء، كانت تجلس ُ والحيرة تخيم ُ على عينيها البريئة، مراهقة ً في السابعة عشر من عمرها، قلبت بين يديها وردة جورية اسمتها رحيق الحب، اشتمتها واستنشقت خلاصة الشذى بداخلها فتاهت في فكرها الى ابعد من نظرات القمر الليلية، الى أبعد من صوت الزقزقة وأنين الأرض الترابيّ.
تأملت الفتاة مصيرها في خبايا المستقبل، تأملت مجيء الفارس النبيل الذي يركب ُ الحب في حنانه، ويمتشقُ الدفء في كلامه، تاهت في فكرها شاردة ً بين النجوم البعيدة متسألة ً عن معاني الحياة الحديثة فظهر لها خلسة ً من بين اغصان ِ الرمان حسونا ً ينغم ُ لها تقاسيم الصبا مع مهبات النسيم الحريرية، طارت مثل الفراشة في مولد الربيع انتشاها العبير في حدائق القرمز والتف في قلبها طروب الغناء الغريب.
لغة الحسون ِ تلك تشبه صلاة الفجر ِ والتضرع بين يدي الله، حدثتها نفسها عن الأمومة وحلم كل فتاة ٍ بان تحمل بين حشاها بذرة الحب التي تتزهر ُ مثل زهرة اللوز ِ في اشهر تسع، شعرت أن من رحمها يولد الصبا ويخرج الرجال الى دنيا الحياة، أحست برضيعا يبحث عن نهدها ليمتص َ العسل ويكبر على صدى الرحمة التي في صدرها.
نظرت الى الحسون ِ فرأته متلونا ً مثل خطوط ِ قوس قزح وكل لون ٍ في جسده العصفوريّ يخبرك عن تاريخ في الغناء وصلاة الطيور للأبدية، حدثتها نفسها عن معنى تعلم الفن والعزف على نايّ لحن صبا مثل دروشة الحسون تلك وانهمال نغامته في اذنها التي تذكرها باسم الحب الأول الذي يسمعه المتحابون فيكون مثل بسملة الابتهال يشعرها بالغمرات الألهية والنجابة الشعرية في جسدها النحيل.
مع دوران الأرض كان من الجهة الأخرى سالب قلوب العذارى دون جوان النساء يمشي في اروقة مدينة الصلاة فينظر الى المباني التاريخية ويدندن بغروره المستعذب لنساء الأرض يحسبنه نبيا ً للحب ملهم ٌ بوحي السماء في حديثه عن جسد المرأة، تحبه النساء لأنه أسمر البشرة أسود العينين قصير الشعر، ممشوق الجسد.
في نظري هو رجلٌ عادي لكنه في نظر المراهقات خلاب، جذاب فكلامه عن العشق يريق قلوب النساء في أول مقابلةٍ معه ونظراته تذبحُ هامات الأنوثة الشامخة في رحلة العشق، فهلويا، شاعريا ً، رومانسيا ً، يحب اقتضاب الورد بين شفتيه فيسحق ورده الحسنوات مثلما تسحق الخيول احفنة َ التراب في عدوها.
دارت الأرض فرمت دون جوان على شاطئ البحر كان مثل عروس ِ بحر ٍ منحت الأرجل البشرية فأستفاق فيها شهد الحياة، مشى مشية الأسد ِ في رحلة صيد، بين التسارع ِ والتهاود قطف وردة ً عرقها أخضر حمراء مثل دم الحب واستمر يترنح ُ بطوله ويسير ُ الى حيث ُ تأخذه الطريق.
نظر واذ بها تجلس في حالة التأمل ناظرة ً، سارحة ً في أحلامها الصبيانية فأومى لها ايتها اللماحة ُ هناك انت ِ يا زهرة َ المدائن.. نظرت حولها فاذ بساحر ٍ يرش ُ التعويذة عليها فتشعر بجسدها المخملي كأنه خمرة ٌ شريدة تخاطبُ شفتي سكران في حانة الليل.
قالت له من أنت : قال أنا ابن ُ صلاة ِ العصافير ِ أنا حسونك الوردي، أنا رحيقُ عينيك ِ في هذا المساء.
تطاير قلبها ورفرف بين مخباتها رفرف مثل الفراشة ِ مصليا ً للربيع، كان مثل الحصان الأندلسي شعره كثيف وذيله طويل هامته رفيعه وعنقه يمتد مدة ً ملتوية، هكذا رقص قلبها لحديث ملهم النساء مستبيح العذارى في ظعنهن تردد الناي في كلماته كان سحريا ً بديعا.
فقالت له : أنت مثل الزهرة ِ في رحلتها مع النسيم ُ، من أين جئت يا سيدي؟
قال لها : جئت من لهيب ِ عينيك ِ ، أمشي والله يدلني اليك ِ.
سرحت، شردتْ والقمر يدون اللقاء باشعته البيضاء والليلُ يرخي سدوله على المكان كي يؤمن اللقاء من مسامع البشر ورؤى العين والنظر.
نزلت من أعلى الشرفة اليه اقتربت منه ُ مسكت يده فشعرت بيديه ترسلان ذبذبات ٍ سحرية كانت الذبذبات لهيبا يريق قلبها بسحر طلته وطوله الرجوليّ، اقترب اكثر فناخت على صدره تسمع دقات قلبه في لحظة ِ السكون تلك، مرر يديه بين خصال شعرها الذي يشبه ُ ساحل البحر فقبل جبهتها ونظر في عينيها فشاهد البرأةَ واللطف في صنع الخالق وابداعه.
في هذه الأثناء نظرا معا ً والحب والتفاهم يعتري وجهيهما، نظرا الى القمر وقالا له: اشهد بان الحب ولد في الانسان فجلعه انسانا ولولا الحبُ لما كان الانسان انسانا...

.

PostHeaderIcon بنت الرماد



ليلة ٌ ماطرة، تعصفُ فيها الرياح من كل جانب، وتطرق النوافذ مسامع الصمت ِ والحدائق ُ الجميلة ُ مبللة ً مزجاةً بالماء ِ الشفاف ُ الذي يعكس ُ سماء َ تلك الرابية البعيدة في ساحل حيفا أمام البحر ِ الأبيض المهتاج ِ الثائر على الطبيعة بغرور وضراوة منقطعة النظير.
في تلك الليلة ولدت الطفلة الحرام خليط موت الشرف والزنى البغيض، خرجت الى النور صارخة ً الى العالم ما ذنبي ما جرمي الذي اقترفته اني ابنة الخطيئة ِ في أرض السلام ومعقل الأنبياء.
ليلة ٌ اغترب فيها العناق ُ بين الفينة والأخرى وراحت الأم تشهق ُ روحها وجسدها النحيل يتخافت برهة ً برهة، وشحوب قدميها المعلنة عن الفقر ِ المدقع والمأساة اللعينة التي حطت عليها في تلك الأيام الغابرة التي محاها طيّ الصفحات من الدهر ِ وعبور الشطحات ِ في الزمن.
كانت بنت الرماد صبية عذراء تحمل الأنوثة على بساط الجمال، وتمشي مثل غصن الزيتون، شعرها مغترب عن العالم ِ بتفرده الغريب، قوامها انتفاضة ُ الكلمات في عرس الحياة، وأسمها كان ماريا بنت رابية، هكذا عرفها الناس ُ على ذاك الساحل، كانت تعرف ُ بأناقتها النسائية وحُسنها العجيب، كلما مرت عن الرجال استفاق بهم شهد الحب فرجع الشباب فيهم ونهض الجمال ُ بين اعينهم يتلاعب ُ مثل راقصة ٍ غجرية ودورانها أمام ِ النار الاهجة باسماء الغزل وتشاكيله.
مشت ماريا مرةً في مرار الأيام تتذكر ُ حكايتها مع الشمس حينما كانت تقفُ في المرج عند الرابية التي اشتهرت باسم شجرة السنديان، وقفت هناك متذكرة قدومه على جواد الحب، جاء يمتطيه ويهز برأسه ونظراته تلاحق خصرها، فصدرها، فوجهها، فاشتاط من محاسنها ونهض فيه ثوران الحب ِ مع دقات القلب ِ وارتعاشة صدره.
نزل عن جواده فقال : متى ضحك القمر لبعض الفقراء؟ متى صار الحب ُ في قلبي يمطر ُ من حسنك ِ مولاتي؟
استغربت حديثه، يحدثها كشاعر ٍ سرمديّ، ينطق بأغاني الأصفهاني، يتمتم ُ بشعر ِ عمر ابن ربعية، في كلماته الخفيفة استرق َ فؤادها ونظراته الباسلة التي تشبه عقاب يخاطب قبرة بجناحيه المنفردة امام الريح العاتية.
قالت له : أنا ماريا يا ابن القصيدة الشعرية، أنا ملء الحنان ِ والشغف أخالك قيصرا ً من اللوز وسط وشيعة النرجس المخضر في ملاقاة الربيع.
نرجسية الموقف وجنون الحب في تلك اللحظات بعثت بجاذبية السحر الحلال فاقتربا من بعضهما الى قبلة استرقت الموقف دون شعور بالذات وبخطورة الزلة، فصار بينهما الحدث الأكبر وجائت لعنة ُ الله نازلة ً من السماء في رحم ماريا واستسلامها امام سحر الحب.
لكنه بعد هذا اليوم لم يظهر في الأروقة القديمة ولا في المداخل في تلك القرية النائية فقط جنى ثمرة الحب اللئيم َ ورحل َ تاركا العار َ على بنت الرماد التي حملت اسمها هذا بعد ان فاح غبار حرامها ودنس شرفها في جميع المعمورة.
هكذا هي الخطيئة ُ يسوقنا اليها الحب المتزين بالبرأة والشغف، هي الحرام الذي سطره الله في حكمته ولكن البشر يتركون شيطانية الجمال تاخذهم الى العار المستعجب في اعينهم، لكن جهنم الأبدية تنتظرهم ليكون فيها اخر رفاتهم واخر مكان يرون فيه السعادة، يرون فيه اسواط العذاب تجلد ُ ظهروهم فيموتون عذابا ً وحرقة في كل ساعة، يندمون على فعلتهم لحظة مجيء الموت الى ميدانهم ليسلب منهم حقهم في الحياة...  


.

PostHeaderIcon بانة العذراء



تجمهرت الحروف ُ في مخيلتي، وأعلنت انتفاضة الشاعر على الورقة فتهت ُ وقتها محدثا ً القمر َ في ليلة ٍ اكتمل فيها البدر ، حدثته عن طفولتي البريئة ولعبتي التي تركتها في المروج بين احضان الشجرة العتيقة، شجرة الزيتون التي شهدت انعتاق الثمر وتأوهات الريح في غضبه في تلك الأماكن النائية في تلك الجزيرة الراحلة عن العالم.
جلست ُ اشمُّ الوردة البيضاء واسمع ُ لحن موسيقى حزينة فعادت بي الأيام ُ الى ذاكرتي مع الألم وقتها لم ينفعني الندم ولا حتى الصلاة والدعاء ُ للشمس ِ بان تظهر على الملأ أمامي متجردة ً من الغرور الذي تحمله منسكبة ً في كفي مثل الجوهرة السودانية.
أخذني الورد ُ في رحلة الرحيق ِ الى عالم ٍ أخر حيث ُ كانت الأخيلة ُ تخرج ُ في تسابيح العذراء أمام تلك الروابي الشامخة، هناك كانت بانة ومعها طوق ٌ من الأزهار الزنبقية وضعته تاجا ً على فروة رأسها والشعر ُ المفترش ِ على كتفيها تخاله تحرر الموت من يدين الملائكة.
نظرت ُ الى الجميلة بانة وقلت ما اشهى بنانها الذي يصدح ُ صاخبا من النور ِ فكدت ُ أنجلي عن الأرض من نورها العذرويّ وصوتها يئن بصلاتها رافعة ً يديها الى السماء تتضرع ُ باكية ً بلطف.. اقتربت ُ قليلا ً جذبني النسيم ُ والعبق في هفوه ِ تمثلت ُ أمامها وفي عيني مشاعر العواطف الساخنة التي اعترتني، التي جرت ثائرة ً في جسدي وسرت مسرى الرسول في رحلة الاسراء.
تأملتها فلم تحس بي اقتربت اكثر حاولت الحديث فلم استطع، حاولت ُ التلميح بعيني فلم استطع، فاخرجت ُ صوتا لكفي نظرت الي وارتعشت لكنها لم تأفل الا متأملة ً اياي، نظرت الي بانة ُ نظرة اردتني قتيلا ً.
توجهت ُ اليها والجاذبية في سحر الحلال دفعتني وهي مماثلة ً لي، مسكت يدي ودمعها ينهمر بغزارة تهتُ قليلا ً، شردت ُ عنها كأني بين يدين الجنة في أول لقاء ٍ لنا، قالت لي : اقترب مني يا ... !
قلت لها : انا عمرو .
اتكأت على صدري شعرت ُ وقتها بالدفء ِ شعرت بالحرارة والعواطف تعصف ُ في داخلي، حضنتني، تمايلتُ قليلا ً مع هبات النسيم ، وشعرت ُ أني مطرا ً غريبا ً عن الدنيا.
قالت باستحياء ٍ : أنا احبك ، أحبك َ لأن صدرك المدى في علاه، والرحمة ُ بين ثنايا قلبك ولدت، أسمعه يدقُ متسارعا ً كانه جواد ٌ محجل يتبختر ُ أمام فرس ٍ بيضاء، شهباء.
كلماتها امطرت في داخلي لهيب المشاعر الخاصة، فمسكت بيدها ، اقتربت ُ من وجهها لأقبلها واشعرَ بسكر شفهاها يعتريني، لكنها تلاشت من بين يدي وصارت تغيب عني ببطء، شعرت ُ أنني اموت وملك ُ الموت جاء ليقبض روحي.
ساعتها أفقت ُ من حلمي ووجدت ُ نفسي بين احضان سريري أمسك ُ المخدة واحتضنها، نفضت غبار َ النعاس عن عيني ، قلت : باسمك اللهم نحيا وباسمك نموت، نهضتُ ذهبت ُ لأستحم َ وأغير ثيابي، بعدها جلستُ مع القهوة والجريدة، شدهت ُ حينما قرأت موت شابة باسم بانة منتحرة ً بظروف تراجيدية... 

.

PostHeaderIcon قصيدة جمال العين ( فيديو )



مشاهدة ممتعة




.

PostHeaderIcon قصيدة بائع الارض بائع الشعير ( فيديو )



مشاهدة ممتعة



.

PostHeaderIcon قصيدة تغريبة شعب ( بالفيديو )



مشاهدة ممتعة 

.

PostHeaderIcon يَطيرُ في كفي



يَطيرُ في كَفي كصعق ِ الرصاص ِ ودَويّهِ، يطير ُ العشب ُ في لهب ِ جراح ِ فيدوي أنِينُه في الدمع ِ نواح ِ، يّطير ُ الحزن ُ هَبيبه ُ نار ٌ ،في منازل ِ المحبين َ سراح ِ ... أما دار ُ الحبيب ِ ودارنا من الدور ِ كماشية ٍ تسير ُ. 

تدق ُ والنعل ُ متمايلة ً على رمشي أخالها تطير ُ، حثيثها شجونها وقصيدتي لعبة ُ العشاق ِ في أنفاسي تغير ُ... 

يطير ُ في كفي عطر ُ رصاصة ٍ ودويها ودَمُ الشهيد ِ عطر ُ كل من يثور ُ،ببابكم ُ يا رفقة َ الدار ِ حباب ُ فنأي ُ المحب ِ عن الحِب ِ عذاب ُ ورفضُ الكريم ِ ضيافتنا رجم ُ الحصى خبابُ... 

يطير ُ في كفي أنينُ ملهمتي فاذا أنَّ النحيب ُ غلاب ُ، سارت بنا ريحُ الأعادي فعدنا من حيِّ الحبيب ِ الى حيَّ عادي ... 

يطير ُ العَبيرُ مرسلا خبر ِ في ضريح ِ الحب ِ حباب ِ، يحيّ شهيدا ً صامدا ً ولا ينسى الصمود َ مر الصعاب ِ فلما يا خل ُ رحلتَ عنا فرحل الحُب يا حِب غِراب ِ ...
.

PostHeaderIcon خربشات


تهب ُ لها الريح ُ بهدوء ٍ، ناثرة ً حكاية اقدم ِ العصور ِ في غرناطة، تهب ُ لها أحلام أطفال ٍ صغار ركبوا صهوة الجياد ِ الأندلسية، لعبوا أسطورة الأمير والحسناء ... تهب لها لحظات الصمت ِ الخرساء فينمنم ُ الريح بالورق ووردة وحيدة في وسط التراب على شاطئ بحر الغناء في ساحل غرناطة. 

كان جالسا ً لاعب ُ القيثار بلحنه ِ الحزين ينغّمُ للأطفال أحلامهم على شكل موسيقى غربية، تأتي من ساحل اليونان حيث كان الفينيق والملحمة الأغريقية ، هناك َ على شاطئ الموسيقى الساكنة تزهرت أزهار ُ المحبة في رحلتي الغريبة، وتفتح أول الحروف في روايتي، تفتح الحب ُ في طفولتي للأماكن وللطبيعية المائية فصرت ُ رساما ً محترفا ً أرسم ُ بالحروف أحدوثتي وأغني عبر الكلمات الشجن. 

الله على تلك اللحظة بين ادغال الأندلس قرب َ مدينة اشبيلية والقصر الأحمر شامخا بالماء الذي يغزوه مع هطول المطر المنهمل، ونزول الريح من ذروة الجنون الى سباتٍ مكتمل، تذكرت ُ هذه الملامح التاريخية حينما شطحت ُ في قريتي التي نُزِعت منها جذوري العربية، فصرت ُ طريدة ً ينال ُ منها الأغبياء، وصرت ُ وليمة الأسد ِ الافريقي المغرور بشعره الكثيف ِ وزئيره ِ الصاخب في مناداته على خليلته اللبؤة الشرسة... تشبهك هذه اللبؤة يا فلسطين تشبه أحلامك البريئة، وتشبه طفولتك التي عشتها غريبة عن اباك ِ الذي رحل تاركا ً اياك ِ بين الوحوش فصرت من الحملة الوديعة والطفلة المدللة الى وحش ٍ غير مرغوب فيه حتى في هذه الصفحة البيضاء التي تترجم ُ الأحلام والنسيم ُ يطايرها يأخذها بعيدا ً الى غرور الملك فيقرأ ما كتب فيها ويبكي ... ويبكي ... 

هذيان ، ثوران، صوت ُ الموسيقى في دفاتري يأتي هادئا ً شجيا ً مثل أناتي، فينفض ُ عن كتفيه ِ الغبار ويصرخ ُ في القيثار ِ مثل الخرفات ِ بين شلة ٍ من العجائز منتظري الموت في اول محطاته... شجون، عيون، هي أصوات الموسيقى العمرية تدلل السامع بنهضة الايقاع الخفيفة وعودته الى الموت بصورة طفيفة لا تترك اثرا ً انها لطيفة، من لطائف الله حينما يأخذ روح طلفة ٍ عاجزة عن النظر ويسكنها الجنة عوضا ً عن هذه الحياة. 

أنهار، اعصار، هو شعوري الغنيّ بالحب ِ المليء بالرحمة والدفء ، لكن أميرات العالم لا تؤثرني كوني شاعرا ً رقيقا ً أو ليثا ً يحب ُ الحق في مشيته ِ، انما تحب الغني بالكذب ِ، الوسيم َ بالمال والثروة.. هي تريده لبيبا ً في الغباء يلبي مطالبها في الفراش ويهز ُ رأسه في جولة التسوق ملبيا لها "بنعم" اشترينا ما تريدي. 

غرور النساء عجيبٌ جدا ً فكل ُ النساء تحب أن تكون الرقيقة المتفردة بالجمال، وكلهنّ يحببن الرجال ولكنهن متغطرسات على النعمة يشكونَ القدر وزلاته ويندبن الحظ الأعثر دوما ً... فتنظر الأولى الى رجُلها فتقول ليته كان غنيا ً، وتحدق الثانية بحبيبها فتقول .. ليته كان مغنيا ً .. الثالثة تقول ليته خائنا ً يخون النعمة بالكذب ِ ويتجرد ُ من الصدق ِ لا يشبه ثدي مرضعة ٍ في لقائه مع طفل ِ ... انما يكونُ حقير الخلق ِ فهلويا ً نرجسيا ً، متلاعب بالمشاعر ِ الأنثوية فيغزلها، ينسجها، يخيطها باحتراف فتهواه ولا تحسن ان تحب غيره. 

ألا تدرك! أنني ملء الاحساس ِ والحب، فلا مكان لي في الأندلس ِ ولا حتى في هذه الورقة الا انني اتحكم بالمفردات هنا وترجمة الطبيعة واختلاط الشعور بين يدي... هنا أنا سيد الايقاع والزمن، هنا لا هنا ! 

أجلب ُ المكان والزمان بحكمة وأطرحه بسهولة بين يديك فتعرف ُ أني اختبرك اتفحص ُ ذكائك ولكنك في النظرة الأولى علي تقول عني .. أنت مجنون، لأنك تشبه زهر المجنون ِ تفيح بالعبير ِ بصخوبة وثوران فيقتل شميمك البشر.. تزيد في قتلي فتقول : أنت مجنون.. لأنك مثل ليلة القدر ِ حرام تشهقك اثناء النوم فلا تصلح لمداعبة أمرأة ٍ شرقية تهوى الأفلام العصرية وثلة من المغنيين الخنا. 

أنتَ موسيقى مثل تردد ُ ابريل بين الجدران فتخرج ُ طروبا ً عذوبا ً، تدلل ُ نفسك َ بالوحدة ِ فتقرأ الرواية وتعشق ُ الفلكلور وتحب ُ الرمزَ في حديثك عن الشمس .. تهوى درويش وجبران ونعيمة، كويلو، سويدان،خالد واركون والفقي وبعضاً من عطورٍ فرنسية والماركات العالمية مثل بولو وتومي ولاكوست.. هكذا تكون في عين ِ امرأة ِ جميلا حينما تصاحب ُ عبر الشبكة ألف ألف ٍ من النساء فتدهلز ُ على كل واحدة ٍ بقصة أخرى تقول أنا ثري أنا غني أنا وسيم ... فيحببنّ كذبك وتدليسك يحسبنه صلاة لله .. تحب الأنثى في عصرنا هذا التجرد من الحياء تحبُ لمسها وحسها وتقبيلها فتحسب ُ انك تمثل فلما عاريا ً من الأخلاق .. لكني لست ُ هكذا انا سيدُ الأخلاق انا ابن فلسفة الصلاة ِ والتنعم ُ بالحلم والأناة، أنا ابن محمد بن عبد الله سيد من غدى وراح فلا أقبل أن اكون خاليا ً من الجوفِ طلائا ً جميلا ً لا أحمل المعنى والكنه الأصيل.. 

أعود بك الى قرأة في شعر الغزل فأجد ُ نزارا يرفرف في حضن مراهقة ٍ تذهلها النسائية في كلماته، فاذا شعرت بالملل وأرادت ان ترحل في فيلم ٍ للعشق وثورة على الرجل ونعته بالحيوان قرأت لأحلام مستغانمي رواية نسيان فصارت تنسى انها أم ٌ لرجل ، وانها اخت ٌ رجلٌ ، وانها زوجة وعشيقة رجل... تتجرد المراهقة من اسلاميتها فتقرأ رواية الحب الرابض وراء الموت فتشطح في قصة ِ الزانية التي زنى بها مئة رجل وتشكل ُ لنفسها قدوة ً من الرعاة المتزينين بأجمل اللباس ِ المتنعمين برغيد الحياة وتنسى البدو الرحالة من هم مثلي ومثلك يا أخي فشاركني حلمك ورأيك وتسللي معي يا اختي واطرحي فنك في هذه الخربشات ...



.

PostHeaderIcon أغاني الفيروز



ريحانةٌ تحدثني فحديثها سمرُ، ريحانة ٌ مورقة ٌ تفيح ُ بعطرها وفي المدى قمر ُ، في المدى شهابٌ يخط ُ بخطفه لحيز السماء سهر... ليلة ٌ زبرجدية أنا فيها واحدٌ في الدنيا ومن سواي... هل من أحد؟
أمشي مع النسيم يعللني، يدللني فأغادر ُ الى نشوة ِ الألق ِ الى غروبي بعد الشفق ِ، وأنطر رسالة ً من امرأة ٍ بعيدة، غريبة، عجيبة... هي من تكون؟
هي ليلة ٌ قدرية مزاحها في شهر ِ الحب ِ يبدد ُ الحزن َ في اختلاجات القلب.. من هي ؟ وردة ٌ تسألني من تكون؟ يا صاحب الظل الطويل من تكون؟
غناؤك َ غير الغناء ِ وعزفكَ بلحن ِ الحزين الغريب البعيد.. ايقاعك عجيب ودندنة ُ الوتر ِ في شعرك سؤال نجيب .. فمن تكون يا صاحب الظل الطويل؟
تذكرت ُ والشذى يخالط ُ الندى في رقصة ِ الربيع، ترجمة ُ الطبيعة لغرورها، ترجمة ُ الزيتون ِ من حولي والأرضُ بأديمها حالة مائية ترابية، حالة وردية اصير فيها شاعر الأمل والاحساس بزغ في الورقة مثل وميض راقصة ٍ اندلسية تهزُ خصرها متاميلة ً بين ثنايا أعين الرجال فلا تستحي ولا تعترف بالخجل... لا تعرف الا الدلال وانتشال الموت من رحم البؤس لا وقت للبؤس في هذه الليلة لا وقتَ لعصي النسيان ولا لعصي الدمع، انه اكسير النجاة انه غناء الورد للذكريات... هنا التراب متحير ٌ فلونه أرضيٌّ تارة ً وأدميٌّ تارة ً، قمحي ربما! لكنه أخر ليس هو وليس هي ... هو لا أدري !!!
هو حفيف ُ اليمام وتبرمه في مغازلته فوق َ شجر ِ الرمان، هو ناهدٌ سفرجليّ يلتف في ورقتي فيصيرُ اشجان، غريبة هذه الليلة !
غريبة حكايتها والشجن ُ في أنات ِ الناي الهادئة... في برهة ِ الحدث وولوهة التأمل خلت نفسي الان في البحرِ أنا والبحر ُ نسير ُ بهدوء ٍ نلبسُ ثوب السكون نقول أننا من المجدِ نجرد ُ الدنيا من الخوفِ، نبللُ الحياة َ بالحب نغشوها باللقاء ِ الحميم، ونطرد ُ من مخيلتنا البؤس نطرد ُ اللؤم َ فنعرف أننا طيبين، فريدين... في لوحتي التي أرسمها الآن... لوحتي التي صبغت ُ عليها باللون ِ الأزرق ووضعت ُ بعضَ الروش ِ لأشعر بطعم الشفاه... سيدة ٌ بعيدة، حسناء .. لا ! سمراء. ترقدُ في ظعنها وتنتظر أن يأتي صاحب الظل الطويل فيرحلا معاً بعيدا ً عن هذا الكوكب، يرحلان بعيدا ً الى مملكة الاحساس هناكَ يلتقي القلب ُ بالقلب ويسود السكون فيظل الهناء محلقا ً في الأجواء... هناك َ يجدُ الظل ُ طوله وتجد ُ السيدة ُ حبها تجد تهيها الذي دام عشرون عام، دام التيه في دفاترها دام في زمانها ودام...
لكنَ التيه يا جميلتي لن يمتطي اصراري لأكشفَ الستار عن ما أحمل ُ من أمطار تهطل بغزارة فتقولين في أول ِ لقاء ٍ بردانةٌ ، حيرانة ... من تكون أنت ؟
يا صاحب الظل الطويل،
من تكون؟ 

.

PostHeaderIcon موت الحب



تطايرت الأوراق في الهواء ونزلت على اشكال ٍ مدرجة، فنسمت مهبات الريح على شعره الابيض الكثيف، لحظة وقف لهنيهات يتأمل القبر الذي صمت للفكر الشاردة ... وقف في برهة التأمل يسترجع الماضي والدمع من على وجهه يسيل وخطوط الكبر تحدث بقصة ٍ اسطورية ... كما أسماها في صفحات الشعر ( أسطورة الحب) ...
عاد بعجلة الزمان الى حيث اشتبكت اصابعه باصابع الحسناء المدللة ذات الشعر الاسود الممتد ِ على كتفيها وهو يبتسم ُ لثغرها اللؤلؤي حينما اعترته حالة النشوة وارتعش قلبه بنبضات الحب ِ يغني لعينها اللوزيتين ويرفرف ُ في جنة عطرها الرقيق ...
كان في لحظة تأمل امام القبر فاعتراه الألم والحزن وجاش باكيا ً على ما خلفته اهوال الحرب ِ في بلد الغرباء بكى كثيرا ً فتماسك أنفاسه وعاد الى تلك اللحظات الرقراقة، وهو يمسح ُ جبهتها ويقول لها : حبيبتي في ليل عينيك ارى الأمل والسعادة، أحمد ُ الله ان جمعنا معا ً... فقالت له : أنت القمر الذي ينير الظلام في اروقتي، أنت المدلل يا فارس الأحلام ، كان هذا المشهد ومن حولهما أنسام ُ الهبوب ومن حولهما تطل ُ الشمس َ في لحظة الغروب امام البحر ِ على شاطئ يافا في السنوات القديمة مع بداية الحرب ِ الأولى في فلسطين..
الأماكن هنالك كانت قديمة والصيادون راجعون من رحلة الصيد البحرية ، والأبتسامة تحلق عبر وجوههم ومع كل واحد منهم رزمة ً من السمك ِ وصنارة صيد.
مشى نزار برفقة حبيبة القلب وعروسه سلمى، مشى والأحلام تركض أمامه اذ يرى في مخيلته أطفاله الصغار الذين ينادون أبي، أبي .. مشى بين ثنايا الميناء والسفن الشراعية تشهق للشمس ِ وروعة الغروب تسحر ُ الفؤاد فتظهر النشوة والنرجسية في المكان بصورة غير معهودة الوصف.
بينما كانا في ترنمهما بين ازقة المدينة سمعا صوتا ً لدوي رصاص ٍ في الشارع المقبل ، خاف نزار ومسك بقبضته بيدي سلمى وقال لها : هيا بنا نذهب من هنا بسرعة .
في تلك اللحظة كانت دورية الجيش ِ مسرعة وراء بعض ٍ من الثوار المدعوّون ( ارهابيون) هرب هؤلاء الثوار وصاحت صفارة الانذار فقال ضابط الدورية : قفوا مكانكم لا جدوى للفرار ... خاف نزار وسلمى فتوارى في زاوية احد المنازل القديمة خشية ان يراهما الجنود، فجاءة سمع نزار اطلاق نار ولكنه لم يعرف من اي جهة ٍ يتراشق ُ الرصاص أحس بالخوف يعتري اوصاله ولكنه شعر بما لم يكن يحسن بيدي سلمى تتلاشى من بين اصابعه ِ فنظر اليها بهتة المذعور ... وقال: سلمى حبيبتي !

وقعت سلمى مرديا ً عليها والرصاصة ُ اخترقت صدرها كانت سلمى تعد لحظاتها الأخيرة ، صرخ نزار لا ، لاااا
انه الموت، الموت ُ في بلادنا شيء عادي ليس بغريب، يأخذنا بسطوة الغادر فلا نستطيع دفاعا ً عن أنفسنا ً لأننا ولدنا في معسكر الضعفاء ليس لنا رأي عام يتحكم بنا او سيد يبدد القيد الذي يلتف على الأعناق.
ماتت سلمى وماتت أحلام نزار الذي عاد من شطحة الذاكرة الى الموقف حيث ُ كان واقفا ودمعه المحترق على وجنتيه يذرف بسكون أمام القبر ِ الذي يحوي روح سلمى حبيبته، وضع نزار وردة ً جورية على القبر وانصرف ماشيا ً يتوارى مع الظل ِ انصرف فاختفى اثره ببطء وتساقطت الأوراق المتطايرة معلنة ً عن قدوم المطر فنزلت القطرات تبلل ُ الوردة وتروي القبر الذي حدثنا عن أسطورة الحب... التي خفتت في الذاكرة للنسيان ... 
.

PostHeaderIcon رحلتي في معابر الضوء



وميض خاطف ظهر في عالم الخيلاء ، وسحر اريبُ انتشى الأماكن واختفى فجاءة .. لحظةٌ حل فيها صمت الكلمات وانتصر لحن الوتر ، شطحت في رحلتي في معابر الضوء ، بين اشعة الانتصار بين ازقة العظمة، مشيت ُ والكلمات في معابر الضوء، فانتصرنا وانتفضنا في لقائنا الأول امتطينا صهوة المعازف ورحلنا عبر الشتات والغروب ..

رحلتي في معابر الضوء ودندنتي لمعازف الورد طريقتي في تخطيط خارطة القصائد وسبيلي في الدخول الى القلوب هبة من الله ، وهبنيها منذ الطفولة مذ بكيت ُ على الأطلال اول مرة ، ونسجت شعر امرأة بيدي هاتين، وعلمت طفلا ً معنى التحليق في الحروف ... نثرت ورودي عبر الأزقة وتلاشيت كدخان ابيض ، فلم أعلم يوماً ان لدخان لون .. ولكني مائي ٌ زبرجدي ُ كلون السماء، انا من الورد وادعى عرارا ولغتي ترحل في معابر الضوء ِ كل يوم ..

حكايتي مع الطفولة والحزن ِ ، اغترابي دون اغتراب وثوراني في زقزقات العصافير الصباحية ، تغريدي للشرود فانا اتمرد على ثغور النساء وانجلي في ملاحم الوطن، فادون اللحظات الأخيرة وامتهن الرسم بالكلمات على وريقات الأنوثة..

حكايتي اني واليمام نؤلف الهديل من منقار الحياة ، حكايتي اني والورد ندوزن مقام موسيقى الورد في الشعر ِ ، قصتي والحجر ودمعه المتماشي مع رقصات المطر..
رحلت مع الغروب رجعت ُ مع الشروق ِ وصرت ملكا ً للعصافير ِ تعلمت الثوران على الموت وانتشلت القصيدة من لؤم ِ امرأة مغرورة ، سيرورتي البساطة وطبيعتي الفروسية والتحليق عبر الأفق فوق أحلام البشر..

لست نرجسيا ً ولا متزهر الألوان ، انا من البحر ِ فصمت ُ البحر مدعاة الموج وبداية التغير ودعوة الثوران، سكون عيناي لهيب أناملي التي تطرق على عود ٍ اندلسي، وبعض ٌ من اسمائي صارت في المدى تتناقلها العصافير في فضاء ِ الكلمات..

اسمع ترنحات ِ الرجال فوق خارطتي، وأنين الحمام على ضفة الأنهر المقدسة، أسمع اني ليث ٌ يتبختر ُ متعجبا من مشيه ِ على الأرض واعود عبر الايقاع وارحل عبر المجاز، في معابر الضوء ِ، فاذهل البشر ِ واسطر الخطر وأصمت للنظر .. وأصمت ُ للوتر، وزفزفة اللحن والقمر ..
رحلتي في معابر الضوء ِ وانتصاري بجيشي المهزوم ِ ، لست الا رجلا ً يعاني من افيون الحب ، وسكون الوطن المشتاط دوما في قصصه الملتهب ِ في شعلة الأمل .. رحلتي اني راحل عن ذاتي ، عبر ضوء هذا القلم ... 

.

PostHeaderIcon قصتي وبلد الشهداء



اليك ِ 

أدون حبا غزير، 

اليك ِ، 

أنثر عبقا ً غرير، 

وأقلب صفحات 

الذكريات، 

وأشطح بألحان 

الكلمات، 

وأكتب لعيونك ِ 

يا كفر قاسم، 

هذي النسمات... 



أكتب أني بك 

أسير، 

على ضفاف العالم، 



أكتب قصتي وبلد 

الشهداء، 

تماثيل الخيلاء، 

قصتي والكلمات، 

التي انثرها والعبرات، 

التي تهف عليك ِ 

أنا لك ِ 

أنا اليك ِ 



تذكرني شوارعها وأروقتها، تذكرني الأماكن واللحظات على أرض بلد الشهداء... 

مشيت ُ برفقة ِ العبير ِ ، مشيت ُ أنا والأثير المتصاعد في أريج كفر قاسم الذي يلتهب ُ بقطرات الرذاذ رائحة القهوة ِ الندية ... التي تجسد اغتراب الأماكن فيها ... 



صمت ٌ داكن في أزقتها يحكي قصص الفلاحين القدامى وسنابل القمح ِ في كامل مشمشها ، وشطحات السفح بين العشاق على ارض بلد الشهداء... 

ألحانها غريبة، دقاتها بسيطة ينبض فيها الحب وتترنم على أرضها موسيقى البساطة ، تغردُ بها ألوان الحساسين، فينسم البحر من على الساحل اليها بقصص المناضل القديم.. 



هناك َ في بلد الشهداء ، مشيت ُ ومعي قلمي وأحاسيس ُ العظمة لأن الطيبين فيها يعبرون معي في معابر الكلمات الشاردة... 

الناس ُ فيها يحبونك ملء الحب يعشقونك كهيام العشق ِ يجعلونك ملكا ً ، اميرا ً نرجسيا ً ... 



فهم مثل الأنغام ِ ، هم مثل الأنسام ِ التي تداعب مسامات الوجه ِ فتعتريه النشوة بعندلات لم يعهدها من قبل، 

قصة الصمود على أرض الشهداء تجسدت في تسعة واربعين ، قصة الشموخ في دوار الشهداء ، والساعة الصامدة في وسط المدينة.. 



حكاية الاسلام الذي تفتح هناك في عهد الصابرين ، في عهد الحالمين المتفرد بالوحدانية المترقرق بالنرجسية وجمال شوارعها الهادئة وأناس يجلسون على محطات المفارق ينتظرون اخر التطورات الكروية، 



أبتسامة ُ طفلة في بلد الشهداء تشعل قناديل المحبة ، كلمة امراءة للعالم تعلمك الادب ، وأحد الكبار ِ ينصحك بحكم الذهب ... 



قصتي ، 

والبلد ُ العتيق ، 

قصتي ، 

والكلمات على بساط 

الشهداء، 

على ضفاف كفر قاسم 

حكاية غريبة، 

تدون أحلامي الطفويلة، 

وقصائدي الحزينة.. 

أنا واليل ُ والكلمات ُ نحلق عاليا ً لنطرق نوافذ قلوبكم (اهلنا في كفر قاسم) وندخل دون استئذان...

.

المشاركات الشائعة

اخر التعليقات

متابعين حول العالم