تواصل معي facebook

الارشيف

احصائيات

المتابعون

PostHeaderIcon نايشينُ العرارِ العامرية...!






أحاسيس، أصالة ... وكلمات 
خاطرة تقرأ بأقل من دقيقة ونصف ! 
صورة  لكنيسة القيامة في القدس 



أسيرُ وحيداً في دربِ الآلام وانتظر لحظةَ حضورِ الشتاءِ وعصفهِ في مشاعري، وموتِ الأزهارِ السمائيةِ في نهرِ الأحزانِ، هنيهةً بها ولد العيدُ من مهدِ المآسي ولد القنوطُ في برهةِ الشجونِ الدامية، أحاسيسٌ رهيبة اجتاحت مملكة الشعور النرجسية، وحكايا قرمزية تلاشت من ذاكرتي وتركت بصمة الذكرى التي ذوت مع النارِ المتقدةِ في موقدها والليلُ يسألني عن المهرةِ العربية التي أسميتها يمامة الفرسانِ، كحليةً كانت مثل كرم الاقحوانِ على رابيةِ الانحطاطِ على ربوةِ الانهزام ...
سقطَ فارسها النبيلُ وذاب مع الزيتِ المتناثرِ من رحيق الاقحوانِ، ذابَ في اديمِ التراب فانغمس بذاته مثلما ينغمسُ الحبيبُ في رؤيةِ الأطلال فيغيبُ في ألاشيءِ ويرحلُ مغادراً ذاته، عروبته، واصالته، متذكراً اسمها الذي صار علماً في وسط الرماد، صار همسا بالحبِ في اذنِ العذراء، فالهمسُ هذا يفيض بها حرارةً ويذبلها كالورقةِ التي تذبلُ مع هطولِ المطرِ هو شخصه المطرَ الذي قادني الى استحواذِ الخيالِ على روحي في لقائي الأولِ مع عالم المفردات...

الخيلُ والليلُ والكلماتُ تنتفضُ من ثوبِ العذراءِ خجلةً، وتتراقصُ في حضنها معلنةً ارتقائها الى الانتشاءِ في وسطِ الجنانِ في عبقِ الريحانِ ودلالهِ الذي يحسهُ في رشفة الماءِ الأولى التي تسكبُ عليه من دمعِ العيونِ الحزينة...

ترامت الفرسُ الكحيلة على التراب، رفعها الهواءُ، اسقطها، طايرها، مايلها، ناثرها، داعبها الريحُ والنسيمُ والهبوب وانا من بين الشعورِ بالخوفِ وبين الغمرات الشعرية التي اثارت قريحتي رددت ... يا ليلُ افق من سوادِ عينيها وبياضِ القمرِ الثلجي في محياها، يا شمسُ اظهري في وجنتيها وانطرح ايها العسلُ على يديها البلورتين وانعجن ايها الزهرُ في شفتيها واطربني على لحنِ القانونِ الحزينِ فانسلخُ عن الأرض مع الهواءِ واسقط من العلاء مغشيا عليّ فلا ادري الى اي أرضٍ رماني الهواء والهوى الى اي ارضٍ رماني...

العطرُ في ذلك اليومِ تدلل في خياشيمي وتهادى على أنفي فدخل في اعماقي وطرب برفقةِ قلبي فحملت قيثارتي وبدأت ادون معزوفة الأملِ والحياة، دونت اول الكلماتِ على بلاطٍ من الخزفِ فنقشت عليه حجراً كريما ولؤلؤة تشبه عينيها ومددت خطاً طويلا مستقيما كان السيفُ الذي حملته في وجهتي اليها، ونَحتُ بعد ان تعلمتُ الانحناء لها في الصباح ِ مبجلاً وفي المساءِ مهللاً، نحتُ عينيها وسط تلك اللوحة الخزفية فبعد انتهائي من فني وتفنني نثرت بعضاً من خليط الازورد والبيلسان فهو سر التركيبة السحرية ورسمت عليها علامتي المسجلة ... دون فانا العرار الوردي دون، دون فانا الكلمةُ اللذيذةُ دون، دون فانا العمر والسلام دون، دون فانا الرحيقُ العامريُّ دون، دون فانا الدلالُ النجديُّ دون، دون فانا بدويا اذا أردت او حضرياً من الأمس جئت فلما لا تدون؟ ...


.

1 من التعليقات:

ياعلي اسمك دوه للجروح يقول...

شكرا

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

اخر التعليقات

متابعين حول العالم