المتابعون
قصتي وبلد الشهداء ... الى أين المصير ؟
6/08/2011 | بقلم :
محمد حسني عرار |
تعديل الرسالة
مقالة تقرأ بأقل من دقيقتين..!
مشيتُ بين اليقظةِ والهذيان أحدثُ نفسي عن الأمس البعيد وأسألها كيف كانت ؟ وكيف صارت؟ فيتغشاني الذهول وتعتريني همساتُ الاعتصار والاحتراق ... أمشي هنيهة احملق بتلك الوردة الجورية الحمراء، التقطها أشتمها واتذكر التاريخ القديم لبلد الشهداء ... وأبكي ! نعم أبكي ... فهل ينفعني بعد اليوم البكاء؟
نظرتُ اليها تحسستها وشعرتُ أنها مثلك يا بلد الشهداء، تسألُ عن حديقة ٍ أخرى لتتزهر بها وتفرح الفرح القديم وتسكب التهليل في جوف المساجد مكبرةً لا اله الا الله! وتنظر الى اهلها غير الأهل وتغير الزمان الى غير ذا الزمان ... !
هل سيعودُ العشب الأخضر ليتفتح؟ هل ستعودُ أيامنا العتيقة حينما كنا نصلي، ونصلي حتى يداهمنا الليل الدامس، او نكتبَ على بساط الشهداء ِ قصة البطولة التي راح ضحيتها العديد من أبنائنا ... هل سنفرحُ فرحنا المنشودُ ونعود اخوةً لا نسلب الحياة من بعضنا ولا يهتك أحدنا بالآخر... ! هل سيعودُ هذا اليوم المنشود؟ انني لا ادري ! فهل تدري؟ أنت هل تدري ؟
حينما جنى الليل وارخى سدوله وطل القمرُ في ليلةٍ يفيضُ بها الجمال وينحني لله توحيداً وعبودية، يسبحُ الناس لرب العباد تهليلاً وتحميداً ولكنهم غافلون .... تائهون ... لا يدرون !
ها قد وقع ابنك يا كفر قاسم قتيلا ً واخر قتيلا ً واخر شهيدا ً ... واخر راح ضحية السكر والهذيان ! واخر شرد عن العالم الواقع فاصبح عاقلا ً مجنون... فهل الجنون في سطوري هذه أو انني انا المجنون ...؟
الى أين المصير ؟
أخطُ بحبر الدماء ِ
وألفظُ أنفاسي الأخيرات ِ
أمشي بين َ أروقة ِ شوارعك ِ
وأدور كاليمامْ
في رقصات ِ الربيع،،
وأبكي ... !
أشتمُ الزعتر َ والزيتون
وامشي بين الصخور ِ
العربية
والشميمُ يفيضُ بيا
غزلا ً وبحراً وشوقاً
واحييكم جميعا ً
تحيةً قسماوية ..
أمضي في أضواءك الليلية
وأرقصَ برفقةِ قلبي مجنونا ً
كالعودِ في دقاتِ الوتر ِ
الحزين ...
وأسكب ُ دموعا وآهات
وأنفضُ عن وجهي الغبار
والغصّات
ها قد قتلوك َ يا شهيد !
ها قد رحتَ منسياً
في يوم العيد!
أحدقُ تارةً في زواج اليمام
واليمامُ يحنُ للزمن القديم
زمن آخر عمَّ فيه السلام
وحشرجت الأرضُ بدقات
الأديم ... !
ولكني لا أدري !
الى أين؟
الى أين المصير؟
أيا بلداً رفرفتُ لها بجناحاتي
وطرتُ من فرحي وذكرياتي ،
وأمطرتُ الدموعَ في فراقها
وحزن روحي ومخباتي
أيا بلداً على جدراها سقطَ
الشهداء ُ ملوكاً وأميرات ِ
وماتَ الأطفالُ يذودونَ
عن ترابك ِ بالدمعات ِ ...
وسكبتِ من رحم نسائك ِ
رجالاً فرساناً وكلماتي
الى أين المصيرُ يا خليلتي ؟
فمرةً يموتُ الرجالُ قتلا ً
ومرةً يهتكُ حلمُ الصغيرات ِ،
وحينا ً نسكبُ الدمعَ الحزينِ
وأخراً يتسمرُ الوجهُ لوعاً
واحتراقاتي
الا ما نثور نارا ً محرقاتي
الا ما يموتُ الأبرياء ُ
فيك ِ شهيداً وشهيدات ِ
يسقطونَ أرضاً
يرحلونَ ظلما ً
ويذوبون مع الذكرى
كايامنا المنسياتي
الى أين المصير ؟
الى أين المصيرُ
يا حبيبتي...!
يا بلداً ذرفنا بها دموعا ً
والمطرُ يغزونا باعترافاتي
اننا اليومَ نهوي !
ونسقطَ كورق ِ اللوز ِ
نرحلُ الى الموت ِ،
نصلي !
فهل يا رب ُ تقبلُ
صلواتي ؟
وهل تكفُ يدُ الغاشم
الذي فينا عن قتل
الحياتي ؟
وهل يعودُ شبابنا
من المقاهي
تائهون!
عن حال الدنيا سارحونْ
في الغيابْ ...
هل يعود الشبابُ
عن حياةِ المغرياتي
هل تتغير حالنا يا بلدَ الشهداء؟
ونعودُ مدافعين َ عن صلاتنا
وأمتنا!
واسلامنا ؟
هل يصحوَ السكرانُ من ثمالته ِ ...
ويرجعُ المغدورُ من قبره حيا ً
هل ينهضُ الاسلام حياً
ونرقصَ فرحاً بنيلنا الجنات ِ
هل نسكبُ الدموع َ
على الأمهات ِ الثكلى
في فقدان اكبادٍ وفلذات ِ
هل يسقطُ الفلاح القديمُ
من على الهاوياتي ؟
حينما وصلتُ مدخلكِ حيثُ جلس بعضا ً من التائهين ، وتجولتُ لاعيشُ برهة ً مع الذكرى الحزينة والجرح القديم ،، نظرت والذهول في الارجاء ِ محلقاً والاحساسُ بالعتاب يعترني .. نظرت بعدما درتُ ظهري راحلا ً عنك ِ شخصتُ في المآذن ِ والمساجد التي تنادي ، وتنادي !
سألت نفسي بعدما لفظتُ الأهات بنفس ٍ حزين الى أين اتوجهُ وانا الراحلُ منك يا بلد الشهداء؟
الى أين المصير ؟
الى أين ؟
القسم:
راي حر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
المشاركات الشائعة
-
تتاهفتُ الأشياءُ على الأرضِ فتسقطَ السقوط الحرِ من العلاءِ الذريويّ الى الهبوطِ في الرحيلِ من حديقةِ الوادي، آن ذاكَ شطحتُ في استرسالِ...
-
مقالة تقرأ بأقل من ثلاث دقائق...! قررتم الانفصال: هل فكرتم قبل اتخاذ القرار؟ فتى في الثالثة عشر من عمره : " ابي ! امي !!؟ هل تسمعون...
-
عُرس اليمامْ اقرأ ، وتمتع ...! استمع للفيديو اثناء القراءه قراءه ممتعة ... ! في عُرس ِ اليمام ِ كتبتُ، أني الى الجنان ِ ... آ...
0 من التعليقات:
إرسال تعليق