المتابعون
مناجاةِ الورقةِ البيضاء
6/27/2010 | بقلم :
محمد حسني عرار |
تعديل الرسالة
أناجي الأوراقَ فتناجيني وهل تناجى الأوراقُ بملاينِ، فيذبلَ الحطامُ في ديدنِ الدينِ، وديدنُ السلام يذوي بالمحبينِ، رفاتُ الوضوحِ في العمرِ الحزينِ، وسناءُ القمرِ في بحرِ السنينِ، رحلة الخفرِ في حنجرة المُعَذبينِ فعذابُ القلب ِ خفوقُ شرايني، نزهةٌ أولى الى حوضِ الصندلِ كنزهةٍ أخرى في رحلة التائهينِ، ملاذ الرجالِ حضنُ الحنينِ، وعطرُ النساءِ بلسمُ التكوينِ، جنونُ العقلاء غيابُ الأمينِ وغيابُ العقلِ في المجانينِ.. رحلةٌ أولى مع السجعِ والمجاز ِ والايقاع كانت حينما رفضتُ أن اتعاركَ مع الأنا في خصامنا الدائم وجدالنا حول مساماتِ الجلدِ الهرئ من الجَلدِ والضربِ، والعويلُ الدامِ الذي يحومُ في صدى الصوتِ بقوة وغزارة فيبقى للقلبِ ساعةً واحدة قبل الوقوع في شباكِ الموتِ، قبل ولادةِ التأوهاتِ الحزينةِ في غمارِ اللوحة التشكيلية التي تخاطبُ عيني أمرأة في خلاصها من العرفِ والتقليدِ ...
أيا امرأة على جبهتها رّسمتُ اعترافي بالحبِ وعلى محياها نقشتُ الرقائقَ العامرية في شظايا الغزلِ العذري، ومن لهيبِ النظرِ المحدقِ لحُسنها طرحتُ اسطورةَ الفكرِ عند اول الفلاسفةِ والمدّعينَ أمام الشمس بانهم الخلاصُ لهذه الدنيا... فلستُ أدري من أين حللتِ عليا بلطفكِ الدامسِ عتوماً ليلياً، ولفظكِ الرقيق في خفاتِ الصوتِ الحميمِ بكلماتِ الغرام الموهوبِ بالفطرة لكنّ يا معشر النساء!
هبهباتُ النسيم في ليلةٍ قمرية طأطأ بها البدرُ رأسه متعجباً من الذاتِ البشرية في عنادها أمام الصمتِ فهي تصمتُ للفنِ العجيب، وتصمتُ للهتافاتِ في وقع الخطب من بوحِ الخطيب، وتتراسلُ مع الذبذباتِ المرجانية في حوضِ المرجانِ الاستوائي المعطرِ بكومةٍ من الخزامى والزعتر... رقيقُ الكلامِ يشبهُ الموسيقى في دلالها لامرأة فالحروفُ تتلاعبُ بها كالطفلةِ في ريعانِ العمرِ وتزدهرُ بها وردةً وحيدة لا هي لا سواها تطربُ على وقعها وعلى دقاتها وتفانينُ الوترِ في مراقصةِ الخصرِ والنوتةُ التي تئن كصوت سنديانةٍ عتيقة في مناداتها على نهرِ القداسة والشغف..
تُرسَمُ المراة في لوحةٍ خزفية بدقةِ التفصيلِ المملِ فيعطى اعتبارٌ لا بأس بهِ لنهدنيها في ابرازهما في المقدمةِ مرفوعانِ بغرورٍ وكبرياء، فيُهتمُ بالعينينِ اللآتي تصهلُ كالخيلِ في لقاء التزاوجِ تكون في حالةِ الفراشِ مع الطبيعة والورد، فيخططُ الرخامُ في عنقها تخطيطاً دقيقاً يفصلُ انحدار العنقِ الجميلِ وانعطافِ الذقنِ الرحيم الدريّ في تجمله واتزانه، يهمسُ الفنانُ في لوحةِ الخزفِ للزهرِ فيعانقُ جسدها عناق الحميمِ للحميم، فينحتُ تاجاً من جواهر مرصعة بالماسِ يظهر على خارطةِ اللوحة مرتاحاً على فروةِ رأسها الجميلة، والشعرُ منهملٌ على الأكتافِ متناثرٌ مع النسيم ِ تغطي بقعةٌ من الخصالِ الوجه وأخرى تطيرُ محلقةً الى السماء...
حوارُ الشاعرِ للقمر ِ يشبه أنينهُ في حضنِ امرأة وبكائهِ بين ذراعيها آسفاً على كل لحظةٍ أضاعها بعيدا عنها في وصفه، وانصافه، واعتداله أمام الجمال الكونيّ والعنان في قمته السماوية، خطابُ الشاعرِ مع المرأة خطابٌ من نوع ٍآخر هو همسه بالرومانطيقية أمام الجمال واصفاً ايها كنايةً وتشبيها عن الطبيعةِ الخضراء في تكوينها والوردية في سرها ومستودعِ محاورتها للأنام... هو لفظُ المثنى في التأنيثِ واستمالةِ الأحمرِ بتكآئهِ على الوردي في لوحةٍ مائية، هو السنونو الذي يلهبُ الطبيعة بموسيقاه والحسونُ المتشيعِ بالألوان والترانيمِ الحزينة في توديعِ خليلته وموتهِ حباً وعشقاً ، هو ذوبانُ الجسدِ في لقائهِ مع الجسدِ العذروي...!
طريقةٌ اخرى تلعبُ بها الأناملُ في ملاعبِ الورقِ الأبيض لاهيةً بمحبي الكلمات، آخذةً اياهم الى مسرحٍ آخر يشاهدونَ فيه المشاهد الدرامية في رحيق عقولهم واذهانهم وتصوريهم الذاتي للجمالِ وقداسته، طريقةُ مثلى للامتزاجِ في طلاءِ الفنانِ أمامَ قطعةٍ من القماشِ التي تلاطمَ عليها الزيتُ والباستيلُ فجعلها لوحةً متقنة تعبر عن فضاءِ المفردات الواسع وجمال القداسة في الجمال..
القسم:
همس القلم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
المشاركات الشائعة
-
تتاهفتُ الأشياءُ على الأرضِ فتسقطَ السقوط الحرِ من العلاءِ الذريويّ الى الهبوطِ في الرحيلِ من حديقةِ الوادي، آن ذاكَ شطحتُ في استرسالِ...
-
مقالة تقرأ بأقل من ثلاث دقائق...! قررتم الانفصال: هل فكرتم قبل اتخاذ القرار؟ فتى في الثالثة عشر من عمره : " ابي ! امي !!؟ هل تسمعون...
-
عُرس اليمامْ اقرأ ، وتمتع ...! استمع للفيديو اثناء القراءه قراءه ممتعة ... ! في عُرس ِ اليمام ِ كتبتُ، أني الى الجنان ِ ... آ...
4 من التعليقات:
كلام معبر جدا ... يعجز كلامي التعبير عنه .. عندما اقرا لك اشعر بان الكلام الذي تكتبه يخرج من قلبك .. وانك كتبته بمشاعر صادقة نابعة منك ... وهذا جميل جدا .. فاجمل الامور ان يكون الانسان صادق بكلامه... بالنجاح والى الامام بكتابات جديدة ان شاء الله ...
كلمات رائعه
يعجز لساني عن التعبير
انت محظوظ بما وهبك به الله
فابقى على هذا الطريق
يقين
http://www.youtube.com/watch?v=FGhnFUn-giQ
احساسك الصادق هو ما يضفي الجمال الى ما تكتبه
هنيئا لك اخي وهذه الموسيقى استمعت اليها وانا اقرا ارجو ان تعجبك الى اللقاء
يقين
كلمات رائعةجدا يعجز اللسان عن التعبير احسست بان الرياح اخذتني الى عالم كله مشاعر واحاسيس وكلام صادق اتمنى لك مسير متقدم ومزدهر اكثر والى الامام ان شاء الله مع تحياتي
إرسال تعليق