المتابعون
في الحربِ
6/06/2010 | بقلم :
محمد حسني عرار |
تعديل الرسالة
تتبعثرُ الأشياءُ في المكان، كما تتبعثرُ الفراشةُ في الوردة، وتنقسمُ المتاهةُ الى شقين مثل البرتقالة ِ والمشمش ِ والشمس ِ في اعلان ِ القيامة، المرأةُ تذوبُ من عناء الوقتِ، والرجلُ يخطُ اليأس على ورقة الازورد، العينُ تدمع من مآقيها حزناً على الفراق والخد لا يحتملُ حرارة الذرفِ الساخنة... شظية ٌ ترامت فوق رأسي واخرى طارت عبر الجهات، رصاصة ُ اقتلعت الجدار الفاصل ِ بيني وبين الموتِ وصاروخ ناخ على البيت فسكبه فتاتاً مثلما يسكبُ النادلُ لك الماءِ.
في الحرب ِ يدورُ المدُ والجزرُ تماماً مثل البحر ِ في حالة الامتعاض لا بل اقصدُ في حالة الاشتعال.. لكن البحر لم يشتعل يوما ً فالنارُ تأبى احراقه رغم المحاولات.. هذه الحربُ التي تسلبُ الدموع من الأطفال كثر البكاءِ، وتقتلع الأمومةُ من رحم الأمهات من شدة القتل، تقتنصُ المفردات من معاناة ِ الشعراء وتذوي رهجاءَ بالمشاعر الدافئة.. الحربُ سجالٌ فيوم لك ويوم عليك!
لكن الأيام كلها علينا، فحربٌ تدور في سبيل الأرض، واخرى تشتعل من اجل الحرية، وثالثةٌ تضمرُ الأمل لأنها من أجل الحق المزعوم اتقدت.. هذا الحق الألهي الذي أقرت به ولاياتٌ مسروقة تدعى المتحدة الغاصبة، وحق اخر بالعودةِ الى ارض الموعود من قبل ولادة العالم وخلق الرحمن للأرض فهي مكتوبة في الانجيل والتوراة ونسخها القران في نظرهم، عودةٌ الى البحر الأبيض والساحلِ الأصفر والى الجبل الحزين والى الصحراء الرمادية..
والحروب في عالمي الخاص تدور لسبب واحد، انه العبث.. حرب دائرةٌ على لعبة كرة ففريق يشجعُ اسبانيا وثلة اخرى تشجع الروم فلا دخل لنا نحن العرب بالكرة الرومية القديمة ولا الاسبانية الحديثة فصار الاطفالُ يرددون على السنتهم ويغنون " ميسي ميسي منسي ضائع غائب انا لست انا انا لست من هنا ولا من هناك".
والادهى والأمر هي حرب السجائر والجلوسُ في المقاهي لساعات مطولة ينفث الشباب الهم يدور في رأسهم يخدرُ اجسادهم ويقذفوه من بين شفاههم دائريا او تدريجيا.
أما ما يثير القشعريرة تلك الحربُ التي سميت غرام، فنحنُ نحارب من اجل الخيانة في المسلسلات على الشاشات العربية خيانة الرجل لزوجته الشرعية وخيانة المرأة العصرية لحبيبها الحلال وخيانة الطفلة والمراهقة للانوثة، وحربنا هذه هي حرب التجارة بالمرأة وتميع الخلق بالجسد فالصدر هو المتاريس والاستحكامات والفخذ هو الخندق المتين ضد الصواريخ والرقص واللعب والغناء هو الاستراتيجية الحربية التي ألفها لنا قائد الملاهي الليلية الغائب عن الواقع فهو مثلنا نحن الشعب غائب عن الحياة اصلاً.
وفي نهاية السخرية تدور لها حرب اخرى على الانا فينا على الدين والدنيا على نعتنا بالبربر الهمج، فاذا لم نكن عرب صالحون فنحن ارهابيون واذا لم نكن اولاد العم فنحن العدو اللدود الذي يجب ان يزول في اسرع وقت..
على حين غفلة صحوتُ من الهذيان الذي انتابني فحمدت الله على اني اهذي ولا اتكلم واقعا او حالا او شيء من الحقيقة فاذا ما تجرأت لقرأة في عالم الحروب وانا لا افهم في لغة العسكر صرت مجنوناً رماديا مثل الافعى الرقطاء يجب ان اقتل واضرب واصفع ... اتدرون اين؟ على رأسي !
القسم:
هذيان
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
المشاركات الشائعة
-
تتاهفتُ الأشياءُ على الأرضِ فتسقطَ السقوط الحرِ من العلاءِ الذريويّ الى الهبوطِ في الرحيلِ من حديقةِ الوادي، آن ذاكَ شطحتُ في استرسالِ...
-
مقالة تقرأ بأقل من ثلاث دقائق...! قررتم الانفصال: هل فكرتم قبل اتخاذ القرار؟ فتى في الثالثة عشر من عمره : " ابي ! امي !!؟ هل تسمعون...
-
عُرس اليمامْ اقرأ ، وتمتع ...! استمع للفيديو اثناء القراءه قراءه ممتعة ... ! في عُرس ِ اليمام ِ كتبتُ، أني الى الجنان ِ ... آ...
0 من التعليقات:
إرسال تعليق