المتابعون
بانة العذراء
6/06/2010 | بقلم :
محمد حسني عرار |
تعديل الرسالة
تجمهرت الحروف ُ في مخيلتي، وأعلنت انتفاضة الشاعر على الورقة فتهت ُ وقتها محدثا ً القمر َ في ليلة ٍ اكتمل فيها البدر ، حدثته عن طفولتي البريئة ولعبتي التي تركتها في المروج بين احضان الشجرة العتيقة، شجرة الزيتون التي شهدت انعتاق الثمر وتأوهات الريح في غضبه في تلك الأماكن النائية في تلك الجزيرة الراحلة عن العالم.
جلست ُ اشمُّ الوردة البيضاء واسمع ُ لحن موسيقى حزينة فعادت بي الأيام ُ الى ذاكرتي مع الألم وقتها لم ينفعني الندم ولا حتى الصلاة والدعاء ُ للشمس ِ بان تظهر على الملأ أمامي متجردة ً من الغرور الذي تحمله منسكبة ً في كفي مثل الجوهرة السودانية.
أخذني الورد ُ في رحلة الرحيق ِ الى عالم ٍ أخر حيث ُ كانت الأخيلة ُ تخرج ُ في تسابيح العذراء أمام تلك الروابي الشامخة، هناك كانت بانة ومعها طوق ٌ من الأزهار الزنبقية وضعته تاجا ً على فروة رأسها والشعر ُ المفترش ِ على كتفيها تخاله تحرر الموت من يدين الملائكة.
نظرت ُ الى الجميلة بانة وقلت ما اشهى بنانها الذي يصدح ُ صاخبا من النور ِ فكدت ُ أنجلي عن الأرض من نورها العذرويّ وصوتها يئن بصلاتها رافعة ً يديها الى السماء تتضرع ُ باكية ً بلطف.. اقتربت ُ قليلا ً جذبني النسيم ُ والعبق في هفوه ِ تمثلت ُ أمامها وفي عيني مشاعر العواطف الساخنة التي اعترتني، التي جرت ثائرة ً في جسدي وسرت مسرى الرسول في رحلة الاسراء.
تأملتها فلم تحس بي اقتربت اكثر حاولت الحديث فلم استطع، حاولت ُ التلميح بعيني فلم استطع، فاخرجت ُ صوتا لكفي نظرت الي وارتعشت لكنها لم تأفل الا متأملة ً اياي، نظرت الي بانة ُ نظرة اردتني قتيلا ً.
توجهت ُ اليها والجاذبية في سحر الحلال دفعتني وهي مماثلة ً لي، مسكت يدي ودمعها ينهمر بغزارة تهتُ قليلا ً، شردت ُ عنها كأني بين يدين الجنة في أول لقاء ٍ لنا، قالت لي : اقترب مني يا ... !
قلت لها : انا عمرو .
اتكأت على صدري شعرت ُ وقتها بالدفء ِ شعرت بالحرارة والعواطف تعصف ُ في داخلي، حضنتني، تمايلتُ قليلا ً مع هبات النسيم ، وشعرت ُ أني مطرا ً غريبا ً عن الدنيا.
قالت باستحياء ٍ : أنا احبك ، أحبك َ لأن صدرك المدى في علاه، والرحمة ُ بين ثنايا قلبك ولدت، أسمعه يدقُ متسارعا ً كانه جواد ٌ محجل يتبختر ُ أمام فرس ٍ بيضاء، شهباء.
كلماتها امطرت في داخلي لهيب المشاعر الخاصة، فمسكت بيدها ، اقتربت ُ من وجهها لأقبلها واشعرَ بسكر شفهاها يعتريني، لكنها تلاشت من بين يدي وصارت تغيب عني ببطء، شعرت ُ أنني اموت وملك ُ الموت جاء ليقبض روحي.
ساعتها أفقت ُ من حلمي ووجدت ُ نفسي بين احضان سريري أمسك ُ المخدة واحتضنها، نفضت غبار َ النعاس عن عيني ، قلت : باسمك اللهم نحيا وباسمك نموت، نهضتُ ذهبت ُ لأستحم َ وأغير ثيابي، بعدها جلستُ مع القهوة والجريدة، شدهت ُ حينما قرأت موت شابة باسم بانة منتحرة ً بظروف تراجيدية...
القسم:
همس القلم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
المشاركات الشائعة
-
تتاهفتُ الأشياءُ على الأرضِ فتسقطَ السقوط الحرِ من العلاءِ الذريويّ الى الهبوطِ في الرحيلِ من حديقةِ الوادي، آن ذاكَ شطحتُ في استرسالِ...
-
مقالة تقرأ بأقل من ثلاث دقائق...! قررتم الانفصال: هل فكرتم قبل اتخاذ القرار؟ فتى في الثالثة عشر من عمره : " ابي ! امي !!؟ هل تسمعون...
-
عُرس اليمامْ اقرأ ، وتمتع ...! استمع للفيديو اثناء القراءه قراءه ممتعة ... ! في عُرس ِ اليمام ِ كتبتُ، أني الى الجنان ِ ... آ...
0 من التعليقات:
إرسال تعليق