المتابعون
ريحانة، مرجانة
6/06/2010 | بقلم :
محمد حسني عرار |
تعديل الرسالة
جمالها ثلجيٌّ، جلالها كونيُّ...
رأيتها في سهل المرجان، ريثما شطحتُ حاملا ً جسدي أسمع ُ نغمات الأرض في اديمها وموسيقى الهواء الذي أحالني طربا ً فتساقطت متناثرا مع العبير بل طرتُ متعاليا ً مع الشذى، شعرت ُ باهتزاز لبة القلب، وجوى الروح انتشى بشعور ٍ لا يوجد له سابقة في تاريخ المعلقات الشعرية.
لهنيهة ٍ تأملتها بيضاء مثل الحليب المسكوب على الماء، شفافة مثل البحر في لقاء السماء، شامخة الأنوثة وقفت الأصيلة العربية يمتد جمالها من بلاد الحضر الى جنان البدو، تمايلت مثلما يتمايل ُ غصن الزيتون ومنديلها السكري انهال على كتفيها يلاطف الريح بغرور، وعطرها الذي ارداني قتيلاً في معركتي الأولى امام الجمال.
وجهها وضوح القمر في ظلمة الليل، عيناها اتسعت للمدى كانتا مثل فنجانٍ حضرميّ تدوران ِ وفيهما التركواز الذي امتطى الرموش الريمية، خديها امتداد القدس ِ بالروح، حمراء مثل جورية في حالتها الأولى امام الربيع، أنفها الصغير الدائريّ المعقوف ِ مثل نصل خنجر ٍ يمني، شفتاها استاحلة القرمز ِ في لعبه مع الماء ِ، يداها الحرير الثلجي والديباج والرخام.
مشت تدفعُ صدرها أماماً، مشت وعنقها مثل شهباء النوق ِ، ورأسها الصغير المدور كحبة المشمش ِ الشمسية، ذلك الجمال ُ تطاير مع الألحان في روحي واضطراب قلبي مع دقات ِ الأرض وتلاعب الهواء بي فتمايلتُ ثملا ً أمام جمالها.
مشت وخصرها دار باهتزاز شعرت اني صناجة ٌ طربا ً، متعذبا ً أمام موسيقاه فاعاد في مخيلتي معارك العرب والعجم في سبيل الحسن الكونيّ، ساقاها مثل سيقان نعام، كانت تمر من أمامي مثل غزالة ٍ يرفعها الهواء فينيخها ارضا ً انها حرة ٌ أصيلة.
دلالها عربيّ لا يشبهه دلال والورد ُ على ثوبها دار كانت اشبه بحورية وانا كنت ُ سكرانا ً دون خمرة ٍ تسكرني،
تسمرت ُ وخيوط الشمس تمر في شعرها الذهبي الممتد ِ على كتفيها الصغيرتين.... تكورت ُ أمام ابداع الله... انطرحت ُ خلف َ رقص الأنوثة النسائية... انعدمت ُ في اقتسام روحي واندفاع قلبي المتلهف فقد صعقتُ امامها...
تمالكني الخوف ُ والحبُ ، الخوف ُ في فقدانها والحب ُ والاشتياق لوقوف الزمن لكي يظل المشهدُ راسخاً في عينايّ الى أطول فترة ممكنة.
خضرة العشب، احمرارُ الورد انعكس على جمالها الكونيّ، ولون الأرض ِ الترابي جعلها براقة، خفيفة، لطيفة، زهرية، وردية، سلطانة، مرجانة، ريحانة، ساطعة مثل البدر في ليلة القدر ِ طولها اشبهُ بالسحاب ِ واذناها الخمريتين سمعت ندائات قلبي الملتهبة.
اقتربت ُ فكنتُ وقتها مثل العبد الصالح في ملاقاته لجنة الفردوس، اقتربتُ والحياء ُ انطرح على وجنتيها فازدادت عبقا ً وجمالا ً، انكمشت خجلا ً تترقب الأرض كأنها تعد النمل الذي دبَّ ساعتها.
نظرت اليّ نظرة شقية وعادت الى خجلها فتناثرت روحي ، اشرأبت أوصالي وذبحت ُ في مطلع العيد حباً وعشقا ً.
اقتربت اكثر ، امتدت يدي ملاطفة ً يداها وعيناي لا تفارق التكوين في جمال المرأة الذي تخضع له كل مكونات الطبيعة فتنعكس على أنوثتها مثل المرآة في أول مقابلة ٍ مع خيوط الشمس... حدثتني نفسي بأن الثم شفتاها القرمزية، اقتربتُ يقودني انجذاب السحر للحلال.
فجاءة ً،
وخزني منقار الحسون ِ في تغريده الذي كان حزينا مثل شبابة الرعيان، داهمني النوم تحت ظل شجرة الخروب الكبيرة، والهبيب نسيما ً عليلاً، عرفت ُ ساعتها أني كنت ُ مطرقا ً في حلمي فلم أشأ الاستيقاظ منه فراودتني نفسي ان اصحو محملاً على فراش الموت ِ بعد معايشتي لذلك المشهد.. غادرت المكان مع مغادرة الريح وميول خيوط الشمس للاحمرار والشفق كان يخيم بلونه البرتقالي على السماء التي مالت الى الظلمة والنور في آن ٍ واحد.. مشيت يطوي ظلي الظلام ارحل في رحلة الذاكرة الى عالم النسيان ...
القسم:
همس القلم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
المشاركات الشائعة
-
تتاهفتُ الأشياءُ على الأرضِ فتسقطَ السقوط الحرِ من العلاءِ الذريويّ الى الهبوطِ في الرحيلِ من حديقةِ الوادي، آن ذاكَ شطحتُ في استرسالِ...
-
مقالة تقرأ بأقل من ثلاث دقائق...! قررتم الانفصال: هل فكرتم قبل اتخاذ القرار؟ فتى في الثالثة عشر من عمره : " ابي ! امي !!؟ هل تسمعون...
-
عُرس اليمامْ اقرأ ، وتمتع ...! استمع للفيديو اثناء القراءه قراءه ممتعة ... ! في عُرس ِ اليمام ِ كتبتُ، أني الى الجنان ِ ... آ...
0 من التعليقات:
إرسال تعليق