المتابعون
موت الحب
6/05/2010 | بقلم :
محمد حسني عرار |
تعديل الرسالة
تطايرت الأوراق في الهواء ونزلت على اشكال ٍ مدرجة، فنسمت مهبات الريح على شعره الابيض الكثيف، لحظة وقف لهنيهات يتأمل القبر الذي صمت للفكر الشاردة ... وقف في برهة التأمل يسترجع الماضي والدمع من على وجهه يسيل وخطوط الكبر تحدث بقصة ٍ اسطورية ... كما أسماها في صفحات الشعر ( أسطورة الحب) ...
عاد بعجلة الزمان الى حيث اشتبكت اصابعه باصابع الحسناء المدللة ذات الشعر الاسود الممتد ِ على كتفيها وهو يبتسم ُ لثغرها اللؤلؤي حينما اعترته حالة النشوة وارتعش قلبه بنبضات الحب ِ يغني لعينها اللوزيتين ويرفرف ُ في جنة عطرها الرقيق ...
كان في لحظة تأمل امام القبر فاعتراه الألم والحزن وجاش باكيا ً على ما خلفته اهوال الحرب ِ في بلد الغرباء بكى كثيرا ً فتماسك أنفاسه وعاد الى تلك اللحظات الرقراقة، وهو يمسح ُ جبهتها ويقول لها : حبيبتي في ليل عينيك ارى الأمل والسعادة، أحمد ُ الله ان جمعنا معا ً... فقالت له : أنت القمر الذي ينير الظلام في اروقتي، أنت المدلل يا فارس الأحلام ، كان هذا المشهد ومن حولهما أنسام ُ الهبوب ومن حولهما تطل ُ الشمس َ في لحظة الغروب امام البحر ِ على شاطئ يافا في السنوات القديمة مع بداية الحرب ِ الأولى في فلسطين..
الأماكن هنالك كانت قديمة والصيادون راجعون من رحلة الصيد البحرية ، والأبتسامة تحلق عبر وجوههم ومع كل واحد منهم رزمة ً من السمك ِ وصنارة صيد.
مشى نزار برفقة حبيبة القلب وعروسه سلمى، مشى والأحلام تركض أمامه اذ يرى في مخيلته أطفاله الصغار الذين ينادون أبي، أبي .. مشى بين ثنايا الميناء والسفن الشراعية تشهق للشمس ِ وروعة الغروب تسحر ُ الفؤاد فتظهر النشوة والنرجسية في المكان بصورة غير معهودة الوصف.
بينما كانا في ترنمهما بين ازقة المدينة سمعا صوتا ً لدوي رصاص ٍ في الشارع المقبل ، خاف نزار ومسك بقبضته بيدي سلمى وقال لها : هيا بنا نذهب من هنا بسرعة .
في تلك اللحظة كانت دورية الجيش ِ مسرعة وراء بعض ٍ من الثوار المدعوّون ( ارهابيون) هرب هؤلاء الثوار وصاحت صفارة الانذار فقال ضابط الدورية : قفوا مكانكم لا جدوى للفرار ... خاف نزار وسلمى فتوارى في زاوية احد المنازل القديمة خشية ان يراهما الجنود، فجاءة سمع نزار اطلاق نار ولكنه لم يعرف من اي جهة ٍ يتراشق ُ الرصاص أحس بالخوف يعتري اوصاله ولكنه شعر بما لم يكن يحسن بيدي سلمى تتلاشى من بين اصابعه ِ فنظر اليها بهتة المذعور ... وقال: سلمى حبيبتي !
وقعت سلمى مرديا ً عليها والرصاصة ُ اخترقت صدرها كانت سلمى تعد لحظاتها الأخيرة ، صرخ نزار لا ، لاااا
انه الموت، الموت ُ في بلادنا شيء عادي ليس بغريب، يأخذنا بسطوة الغادر فلا نستطيع دفاعا ً عن أنفسنا ً لأننا ولدنا في معسكر الضعفاء ليس لنا رأي عام يتحكم بنا او سيد يبدد القيد الذي يلتف على الأعناق.
ماتت سلمى وماتت أحلام نزار الذي عاد من شطحة الذاكرة الى الموقف حيث ُ كان واقفا ودمعه المحترق على وجنتيه يذرف بسكون أمام القبر ِ الذي يحوي روح سلمى حبيبته، وضع نزار وردة ً جورية على القبر وانصرف ماشيا ً يتوارى مع الظل ِ انصرف فاختفى اثره ببطء وتساقطت الأوراق المتطايرة معلنة ً عن قدوم المطر فنزلت القطرات تبلل ُ الوردة وتروي القبر الذي حدثنا عن أسطورة الحب... التي خفتت في الذاكرة للنسيان ...
القسم:
همس القلم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
المشاركات الشائعة
-
تتاهفتُ الأشياءُ على الأرضِ فتسقطَ السقوط الحرِ من العلاءِ الذريويّ الى الهبوطِ في الرحيلِ من حديقةِ الوادي، آن ذاكَ شطحتُ في استرسالِ...
-
مقالة تقرأ بأقل من ثلاث دقائق...! قررتم الانفصال: هل فكرتم قبل اتخاذ القرار؟ فتى في الثالثة عشر من عمره : " ابي ! امي !!؟ هل تسمعون...
-
عُرس اليمامْ اقرأ ، وتمتع ...! استمع للفيديو اثناء القراءه قراءه ممتعة ... ! في عُرس ِ اليمام ِ كتبتُ، أني الى الجنان ِ ... آ...
0 من التعليقات:
إرسال تعليق